احتضن مؤخّراً "مقهى ليوان الثقافي"، في مدينة الناصرة بفلسطين المحتلة عام 1948، حفل إشهار العمل تضمّن مداخلات لكل من الكاتبيْن أنطوان شلحت وفاطمة ريّان، وقراءات نصوص من العمل أدّاها الفنانيْن عامر حليحل وفداء زيدان، كما سبقه في "مسرح خشبة" في حيفا ندوة حول الرواية نفسها شارك فيها أسماء عزايزة، وشادن قنبورة، وعامر حليحل، ومجد كيّال.
أشارت ريّان في ورقتها إلى أن "لوزها المرّ" رواية تجريبية حداثية، ليست مُنسلّة من عالم الرواية التّقليديّ.هي رواية قوامها الشك؛ تنطلق من مساءلة الذات والتّفكّر في مجريات الحياة وتقلّباتها. رهانها الدائم البحث واللايقين. هي فعل تجاوزي يسعى إلى نهج مغاير للسائد، فيثور ويتمرّد على المبنى الفني للرواية التقليدية.
وأضافت: "تُقدّم الرواية نمطاً سرديّاً فلسفياً مغايراً للمألوف في أدبنا المحلي، يرتكز المتن السردي فيها على تقنيّتين أسلوبيّتين، فهمهما يُسهم بالضرورة في فهم الرواية: تقنيّة تيّار الوعي وتقنيّة الميتا سرد".
أما الناقد أنطوان شلحت فقد استهل مداخلته باستعادة مقولة برتراند راسل، التي ورد فيها أن هناك دافعين لقراءة كتاب ما "الأول الاستمتاع به، والثاني التباهي بقراءته"، مؤكداً أن "أكثر ما يلفته في نفّاع الروائي هو الهجس الدائم بالأداة الفنية للكتابة، ونوّه بأنه هجس مُؤسّس على ضبط مثابر ودؤوب مع إيقاع السرد الروائي، زماناً ومكاناً، وهذا الأخير يشمل مكاننا المخصوص، هنا والآن، لكن باعتباره ميكروكوسموس للعالم الأوسع".
ورأى أن "الرواية عبارة عن نصّ طويل يضغط العنق دون أن يتسبّب ذلك بأي اختناق أو تشنج عضليّ، وفيه تأملات ذات كثافة وزخم تتعلّق بمحنة إنسان داخل حيّز خاص غير منقطع عما يصطرع حوله. وثمة للمكان حصة بارزة وجليّة في إرخاء الظلال على أجواء السرد وحبكة القصّ، بجانب استخدام البيئة الاجتماعية وظروفها، وهي بيئة يعايشها الكاتب بكل تفاصيلها. وداخل هذا يطرح نفّاع أسئلة وجودية متعددة، كل منها ملتبس بمفارقة تحوّل، وهي بدورها مفارقات تحوّلات خصوصية وعامة".
وتوقّف شلحت عند "موتيف التناص في العمل، موضّحاً أنه "يشي بمهارة صاحب "انهيارات رقيقة" (2012)، وسعة ثقافته، وقدرته على تطويع توظيفها داخل متن النص، وتناصّه العامد مع ميلان كونديرا، الذي يرى أن الفلسفة والأدب عملا جنباً إلى جنب على تأسيس الحداثة، ومع ألبير كامو، الذي ذهب إلى أن الرواية ما هي إلا فلسفة تمت صياغتها في صورة خيالية، وأنه في الرواية الجيدة تختفي الفلسفة في ثنايا الصور الخيالية".