على مدار الأيام الماضية، تتوسّع حملة مقاطعة مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي الثقافية التي أعلنت عنها "مؤسسة فلسطين للأدب" (بالفيست)، في لندن وفلسطين، برسالة مفتوحة وقّع عليه أكثر من ستّة آلاف كاتب وناشر وعامل في الثقافي حول العالم.
ويتعهّد الموقّعون على رفض التعاون مع مؤسسات الدولة الصهيونية المسؤولة عن الإبادة الجماعية، "استجابة للدعوة التي وجّهتها الأغلبية المطلقة من المجتمع المدني الفلسطيني قبل أكثر من عشرين عاماً"، بحسب الرسالة التي تؤكّد موقفاً جماعياً على مستوى القطاع الثقافي من أجل تحرير فلسطين.
وتُضيف الرسالة "هذه إبادة جماعية، كما يردّد كبار العلماء والمؤسسات منذ أشهر، ويتحدّث المسؤولون الإسرائيليون بوضوح عن دوافعهم للقضاء على سكان غزّة، وجعل الدولة الفلسطينية مستحيلة، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. يأتي هذا بعد 75 عاماً من النزوح والتطهير العرقي والفصل العنصري".
تأتي الرسالة استجابة للدعوة التي وجهتها الأغلبية المطلقة من المجتمع المدني الفلسطيني
ويلتزم جميع الموقّعين بعدم التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك الناشرون والمهرجانات والوكالات الأدبية والمنشورات "المتواطئة في انتهاك الحقوق الفلسطينية، من خلال السياسات والممارسات التمييزية أو من خلال تبييض وتبرير احتلال 'إسرائيل' أو الفصل العنصري أو الإبادة الجماعية، أو لم تعترف علناً بالحقوق غير القابلة للتصرُّف للشعب الفلسطيني كما هو منصوص عليه في القانون الدولي".
الحدّ الأدنى الذي اجتمع عليه هؤلاء الكتّاب والفاعلون الثقافيون يُشكّل بداية يُمكن البناء عليها من أجل تطوير المقاطعة لتشمل الأكاديميين الإسرائيليين كأفراد مستقبلاً، والذين استثنتهم الرسالة تماشياً مع نهج "منظمة الاشتراكية العالمية" في الماضي، بهدف استبعاد المؤسسة السياسية والثقافية الصهيونية ككلّ في خِضمّ إبادة جماعية مستمرّة.
ويقرّ القائمون على دعوة المقاطعة بأنها "خطوة أُولى مهمة"، مع التأكيد بأنه "ينبغي أن يكون واضحاً، ليس 'إسرائيل' ومؤسساتها فقط هي التي يجب أن تكون في قفص الاتهام، فالمؤسسات السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وكلّ قوة إمبريالية، شركاء كاملون في إبادة غزّة، وتستحقّ نفس المصير"، بحسب نصّ الرسالة المفتوحة.
وتشمل قائمة الموقّعين كُتّاباً حائزين على "جائزة نوبل للأدب"، وهما آني إرنو وعبد الرزاق قرنح، وكذلك الروائية الأيرلندية سالي روني، والكتّاب البريطانيين هاري كونزرو وتشاينا مييفيل والكاتبة البريطانية من أصل فلسطيني إيزابيلا حمّاد والروائي البريطاني من أصل ليبي هشام مطر، والكتّاب الأميركيين مثل: ماري غيتسكيل، وبيرسيفال إيفرت، وفيت ثانه نغوين، وراشيل كوشنر، وغومبا لاهيري، وجوناثان ليثيم، وفاليريا لويسيلي، وجيا تولنتينو، وجوستين توريس، وجونوت دياز، وكافيه أكبر، وتيا أوبريت، ورافين ليلاني، والكاتبة الأميركية من أصل فلسطيني سوزان أبو الهوى، والروائي الأسترالي بيتر كاري.
ويلفت البيان إلى أن المؤسسات الثقافية الإسرائيلية، التي تعمل بشكل مباشر مع الدولة لعبت في كثير من الأحيان، دوراً حاسماً في طمس وإخفاء تهجير وقمع الملايين من الفلسطينيين لعقود من الزمن، وتلميع صورة الاحتلال.