إذا كانت ثورة يناير 2011 في مصر قد أطلقت العنان للكثير من الأفلام الوثائقية مع انفتاح الحريات العامة، وهو ما استفادت منه أشكال تعبيرية أخرى عديد، فإن واقع اليوم اختلف تماماً حيث جرت العودة بسرعة إلى المربّع الأول بتقلّص الإنتاج في ظلّ صعوبة تصوير أفلام من داخل مصر أو توفير موارد لإنتاجها.
إنتاج الوثائقيات المصرية من 2011 إلى اليوم يرسم في حدّ ذاته هذا المسار، وهو ما تبرزه الأفلام الستة التي تُعرض غداً في "معهد العالم العربي" في باريس ضمن تظاهرة بعنوان "ليلة الأفلام الوثائقية المصرية". إضافة إلى العروض يتحدّث المخرجان الفرنسيان جان نويل كريستياني ودافيد غيرون تريتياكوف عن تجارب لهما في مصر في إطار إدارة ورش سينمائية أو المساهمة في تصوّرات أفلام شباب مصريين، وعن واقع إنتاج الأفلام الوثائقية في مصر اليوم.
الأفلام المشاركة هي "سلاحنا" لـ زياد أحمد (2011) و"حرية معلقة" (2011) لمي الحسمي التي يعرض لها أيضاً فيلم "ممنوع الحب" (2012)، إضافة إلى فيلم "كريم" (2012) لـ عمر الشامي و"28 -1 – 2011" (2012) لـ محمود فرج و"أمي" (2015) لـ قصيّ أسعد.
لعل التوزيع الزمني لهذه الأفلام يكشف هو الآخر عن تحوّل في حجم إنتاج الأفلام الوثائقية المصرية، علماً أن معظم الأفلام التي أنتجت (حتى في سنة 2011) كانت ضمن ورشات نظمتها مؤسسات أجنبية، ويبدو أن الواقع المصري يدفع أكثر فأكثر نحو الاستعانة بالمنظمات الأجنبية ومبادراتها لإنتاج الأفلام في ظل فقر إنتاجي وتضييق على التصوير.