عزيمته لم تتغيّر مُطلقاً على الرغم من الاصابة التي تعرّض لها في العام 2008، فهو الوجه المألوف الذي يُشاهَد في كلِ الأحداث، مهما قلّت أو زادت درجة سخونتها.
وكان مؤمن مصوراً تلفزيونياً في إحدى شركات الإنتاج الإعلامي بالقطاع، وعقب إصابته وبتر ساقيه، تحول إلى العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي التي يرى أنها الأسهل بالنسبة لشخص في ظروفه الصحية.
ويقول قريقع، المتزوج والأب لطفلتين، إنه بقي بدون عمل بعد إصابته لنحو تسعة أشهر، ومن ثم باشر عمله مرة أخرى في مجال التصوير الفوتوغرافي. وتحدث عن قصور نظرة العامة للمصابين بإعاقة بقوله: "المجتمع يعتبر أن المصاب بإعاقة لا فائدة مرجوّة منه، فمكانه الطبيعي البيت، وهذه مشكلة في المجتمع نفسه، غير أنني أثبَتُّ للجميع عكس ذلك تماماً".
تخلت الوكالة التي كان قريقع يعمل بها عنه أثناء إصابته، ولم تقبل بعودته إلى العمل بشكل نهائي، "رغم عملي معها بكل اجتهاد وإخلاص في السابق، بحجة أنني لن أستطيع العمل مرة أخرى في مجال التصوير، إلى أن شاء القدر وانطلقت في عملي الجديد مصوراً فوتوغرافياً".
تحدّى مؤمن، بإرادته الصلبة، الصعاب، وكتب اسمه بين مصوري غزة المحترفين، فقدماه اللتان بُترتا لم تُوقفاه ولم تثنياه عن الوصول إلى مراتب متقدّمة بين زملائه والفوز بالجوائز، فقد حصل العام الماضي على "جائزة أفضل قصة مصورة" من مركز الدوحة للإعلام.
ولا يجد قريقع، الذي يعمل صحافياً مستقلاً، أية صعوبة في التصوير وهو على كرسيه المتحرّك، فهو، كما يقول، يستطيع "تدبير نفسه" بدون أي مساعدة من أحد ليخرج بصور فنية. غير أنه كثيراً ما نراه يتخلّى عن ذلك الكرسي ليلتقط صوره في المناطق الحدودية التي عادة ما تكون ساخنة بالأحداث من فوق السيارات هناك من دون شعور بأي خوف.
أخيراً، فإن مؤمن، الذي ترك الدراسة منذ إصابته ليُطور نفسه مهنياً، قرر استكمال دراسته الجامعية في تخصص الاعلام والعلاقات العامة.