تتصدر المعرض جدارية كبيرة تضمّ مواقع أثرية في مدينتي تدمر وحلب السوريتيْن والموصل العراقية ولبدة (ليبتس ماجنا) الليبية، والتي تمّ اختيارها لما لحق بها من تخريب وتشويه في معالمها نتيجة الحروب الدائرة في هذه البلدان، إضافة إلى الإهمال الكبير الذي تتعرّض إليه من قبل حكوماتها.
تُعرض مساقط لم تنشر من قبل، التقطتها طائرات من دون طيار ثم أعيدت طباعتها في صور ثلاثية الأبعاد تتيح اكتشاف الحالة الراهنة للمواقع التي جرى تصويرها، كما تُقدم صور أخرى تعود إلى الماضي بفضل عملية إعادة تشكيل افتراضية عالية الدقّة والمساكن والصروح الأثرية؛ فيشعر الزائر وكأنه يتجول فعلاً في أرجائها.
تبدأ الجولة بالموصل التي تظهر شوارعها وبيوتها ومبانيها التاريخية قبل تدميرها على يد داعش، ومنها جامع النوري الذي بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري، واشتهر بمنارته الحدباء (بسبب ميلٍ في بنيانها)، وقد صمّم المسجد وفق الطراز السلجوقي الذي يدمج تأثيرات عربية وفارسية، وأجريت له ترميمات في أكثر من مرحلة لاحقة قبل أن يدّمر أثناء المعارك التي شهدتها المدينة عام 2016.
تُعرض أيضاً أفلام حول كل مدينة تتضمّن مقابلات حيّة مع سكانها، كما في حلب التي يتحدّث أهلها عن أسواقها الكبيرة التي يعود تأسيسها إلى مئات السنين حافظت خلالها على بنائها، والحركة التجارية التي ميّزت المدينة قبل أن تهدم أجزاء كبيرة منها قبل عامين.
"البلد الذي لا تقهر"؛ التسمية التي أطلقها الآراميون على تدمر التي تعرّض القسم الأكبر من تماثيلها الكبيرة والنواويس والمنحوتات إلى القصف في الصراع الدائر في سورية، وقُطعت رؤوسها، ولا يزال القسم الأكبر من قطعها متناثراً على الأرض، ولم توضع مخطّطات لترميمها بعد.
أما لبدة الكبرى المسماة "روما الأفريقية"، وهي الموقع الوحيد من بين المواقع الأربعة في المعرض الذي لم يتعرّض للتخريب على الرغم من النزاع الذي يهزّ ليبيا منذ 2011، لكن جرى إهمالها طوال العقود الماضية، وتُعتبر هذه المدينة الرومانية القديمة من المواقع الأكمل، وتضم آثاراً معمارية استثنائية منها المعابد والبازيليكا والساحة العامة والمدرّج، والحمّامات.
يتضمن برنامج المعرض ندوة بعنوان "التراث المعرّض للخطر"، يتحدّث خلالها مدير "متحف اللوفر" ورئيس اللجنة العلمية لـ"التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع".