بمعرض للفنانين السوريين شادي أبو سعدة وعلاء أبو شاهين، يفتتح غاليري "المرخية" في الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة عند السابعة من مساء الثلاثاء المقبل، الموسم الثقافي التشكيلي السابع له (2018 -2019).
أعمال الفنانين التي تقدم تحت عنوان "مشهد"، يتواصل عرضها حتى الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وتأتي ضمن مشروع الغاليري "ناقص أربعين"، الذي يضم سلسلة من المعارض لفنانين شباب تحت سن الأربعين عاماً.
بالنسبة إلى منحنوتات علاء أبو شاهين، فإنها مقتبسة من الحياة اليومية في الشوارع والأحياء وبين الأطفال بلمسة ساخرة، وقد كتب عنه الفنان يوسف عبدلكي "يبدو علاء أبو شاهين كمن يمدّ يده إلى خيوط الفن الرصين، لينتزع من كومتها خيط الحرير! خيط السخرية النادر. إذ كثيراً ما يجد الفنان نفسه عاجزاً عن التعبير عما حوله لشدة قسوته وبطشه ولا معقوليته، فيلجأ الى السخرية للإفصاح عما يحترق داخله".
ويضيف "بدأ علاء دربه الساخر إثر تخرجه من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2006 باللجوء إلى عالم الحيوانات ليعبّر بأكثر الأشكال حدّة ومرارة عن عوالم البشر. فبدأ بمنحوتات الحديد الملحوم لدجاجات حمقاء تتلفّت حولها بتعالٍ؛ ثم أردفها بعد ذلك بسنوات بمجموعة كلاب مسعورة متهيئة لنهش كل ما يقع في طريقها؛ وصولاً إلى مجموعته الأخيرة؛ "الحمير". إمعاناً في السخرية من غبائها، جعلها كبيرة الرأس؛ أكبر من جسدها نفسه أحياناً".
أما لوحات شادي أبو سعدة، الذي تخرّج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2008، وقد كتب عنه الفنان نزار صابور أن لديه ألوان "حلمية تناسب موضوعه، ألوان يضعها "بالفرشاة الناشفة" ويرصف بها سطح لوحته، فتعطي إحساساً بالزمن، وهي بشكل عام من مشتقات الأبيض، ماعدا بعض المساحات اللونية الكبيرة التي تدخل إلى السطح كطبقة شفافة لا تعبث بمفرداته وإنما تخلق حواراً بينها وبين المساحة الفاتحة الأساسية الحاملة للتعبير، التي يغنيها عادة بلصق أوراق مختلفة وبعض الكتابات والرموز المناسبة للزمن".
ويكمل صابور إن "من ينظر إلى ملامح أبطال أعماله، يراها متفائلة تسكنها دهشة وابتسامات طفولية، وترافقها دائما أدوات وحيوانات حضورها أشد منها، في أعماله يتجلى موقف الفنان الشاب شادي أبو سعدة من الحياة والزمن، بشكل واضح دون مواربة، هو مع الذاكرة الحياتية المشرقة التي فقدناها، لإننا اليوم نعيش الموت دون سبب".