تحاكي الأعمال والتجهيرات المعروضة سيرة الأوبرا في سبع مدن أساسية في أوروبا، متسلسلة بحسب ظهورها الزمني؛ "تتويج بوبي" لـ كلاوديو مونتيفيردي (1567 – 1643) في البندقية، و"رينالدو" لـ جورج فريدريك هاندل (1685 – 1759) في لندن، و"زواج فيغارو" لـ موتسارت (1756 – 1791) في فيينا، و"نبوكو" لـ جوزيبي فيردي (1813 – 1901) في ميلانو، و"تانوسر" لـ ريتشارد فاغنر (1813 – 1883) في باريس، و"سالومي" لـ ريتشارد شتراوس (1864 – 1949) في دريسدن، و"ليدي ماكبث" لـ دميتري شوستاكوفيتش (1906 – 1975) في متسنسك.
اختيارات المنظّمين لاقت بعض الانتقادات من حيث تجاهلها لأسماء بارزة في الموسيقى الأوبرالية، لكن رؤية المعرض مبنية على السياق الاجتماعي الذي عبّرت عنه الأوبرا، فلم يجر الالتفات إلى معمار صالات العرض نفسها، رغم أنها قد تبرز بوضوح ارتباط الفن بالسلطة في أوروبا، التي كانت تعيش تحوّلات كبرى في الفكر والسياسة، غير أن التركيز انصبّ نحو مضامين الأعمال المنتقاة.
المرأة هي الحاضر الأكبر في أداء الأوبرا قياساً بفنون أخرى في ذلك العصر، وهنا يتتبع المعرض أدوار البطولة التي لعبتها نساء تلك الأعمال؛ الأنثى المخطئة، والفاتنة المغوية، والضحية، والسيدة الفاضلة، وهي نماذج تعكس الأفكار تجاهها آنذاك.
يتضمّن المعرض صوراً فوتوغرافية لعدد من دور الأوبرا، وبورتريه "موتسارت على البيانو" الشهير الذي رسمه الفنان الألماني جوزيف لانغ عام 1789، وآلاف من الأغلفة المطبوعة على الأسطوانات، وأعمال الفنانين الفرنسييْن مانيه وإدغار ديغا، التي تصوّر مشاهد لأوبرا باريس، إضافة إلى عروض فيديو للشاشات الموزّعة على جدران المتحف للأعمال السبعة.
كما تُعرض عدّة نسخ مطبوعة للعمل نفسه، ومسودة مقطوعة "تشيروبينو" من أوبرا "زواج فيغارو"، وشروح شتراوس على مخطوط "سالومي"، ورسم لـ شوستاكوفيتش، وآلات عزفت عليها الفرق الموسيقية في تلك الحقبة، وأزياء كان يرتديها المؤدّون، وتسجيلات صوتية لحوارات جمعت شخصيات معروفة حول عدد من القطع الأوبرالية، إضافة إلى مجموعة توثّق لأوبرا ما بعد الحرب العالمية الأولى.