خلال خمسة وعشرين عاماً مضت، تراجع المشهد الثقافي الكويتي الذي شكّل حتى نهاية الثمانينات مركزاً عربياً جاذباً، حيث انكفأت معظم تظاهراته إلى الداخل، لتصبح محلية المشاركات والمضامين، ولم تُجرَ مراجعات جذرية لجملة التحوّلات التي مّر بها البلد.
لا يختلف الحال مع استثناءات قليلة في "مهرجان القرين الثقافي" الذي انطلقت دورته الخامسة والعشرين أول أمس على خشبة "مسرح عبد الحسين عبد الرضا" في الكويت العاصمة، بتسليم جوائز الدولة التقديرية والتشجعية، وتتواصل فعالياته حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
ضمن فعاليات المهرجان، يُفتَتح اليوم الخميس معرض "المباني التاريخية" الذي يضمّ نماذج وصوراً لأربعة عشر مبنى تُمثّل أشكالاً مختلفة من العمارة الكويتية، منها "بيت البدر" الذي شُيّد عام 1873، و"القصر الأحمر" الذي بناه حاكم الكويت مبارك الصباح عام 1896 في جنوب الجهراء، وقصر خزعل الذي يعود تأسيسه إلى عام 2014، و"بيت السدو" أحد المباني المتبقّية من حقبة ما قبل النفط، وهو أول بيت بُنيَ من الإسمنت والكونكريت.
كما يُفتتح في الثالث عشر من الشهر الجاري معرض "نوادر الكتب والمخطوطات والوثائق الكويتية" في "المكتبة الوطنية"، وينطلق في اليوم نفسه معرض "فن التصوير المعماري" في "متحف الفن الحديث"، ويقام معرض "الفن التشكيلي العُماني" وآخر حول "الفن التشكيلي التونسي"، إلى جانب معرض لإصدارات "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب".
يتضمّن البرنامج الثقافي أيضاً ندوة بعنوان "الدور التنويري للكاتب عبد العزيز حسين (1920 – 1996)" يشارك فيها محمد الرميحي ومحمد جاسم السداح، ولقاءً حول الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا يتحدّث خلاله عبد العزيز السريع وجاسم الغيث، وجلسة حول "محاور التجربة الشعرية في شعر سعاد الصباح" تُقدّمها سعدية مفرح، ونورة المليفي، إلى جانب ندوة بعنوان "الإعلام الجديد والأزمات الثقافية".
وتُقام عدّة ورشات منها: "مستوى متقدّم في كتابة السيناريو" يديرها خلف العنزي، و"كيف تكتب النص المسرحي" يقدّمها محمد عبدال، و"مهارات وإدارة وتقديم البرامج والصفحات الثقافية" يشرف عليها عمر عبد الرزاق، ودورة تثقيفية بعنوان " تاريخ البريد" تقدّمها زينب الإبراهيم.
كما تقدّم "فرقة الجهراء للفنون الشعبية" و"فرقة الأحمدي" أمسيتين موسيقيتين في "مركز اليرموك الثقافي"، ليختتم المهرجان مع فرقة "أوكسترا الحجرة التشيكية".