يكاد يشكّل "مهرجان موسيقى البلد" الذي تنطلق دورته الخامسة مساء اليوم وتتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، التظاهرة الوحيدة المتخصّصة في عمّان، إذا ما استثنينا مجموعة العروض التي يقدّمها "مهرجان جرش" كلّ عام، أو تلك الفعاليات المتفرّقة التي تنظّمها المراكز الثقافية الأجنبية.
على مسرح المدرج الروماني "الأوديون" في وسط العاصمة، تُشارك فنانون وفرق فنية من المغرب، والسعودية، وتونس، وفلسطين والجولان المحتل، والبرتغال، وفرنسا، والأردن، والتي تجتمع في إطار "بحث حول تجديد التراث والكلام لإنتاج موسيقى جديدة لتكون قريبة من الناس"، يقول رائد عصفور مدير المهرجان في حديثه لـ"العربي العربي الجديد".
يشير عصفور إلى أن عدداً من العروض تقدّم للمرة الأولى، وقد جاءت جزءاً من نتاج مشترك بين فرق التقت في دورات سابقة، حيث يُقام أول عرض لمشروع "كرفان"، وهو عرض مشترك بين الفنان التونسي منير طرودي وبين فرقة هوى دافي من الجولان المحتل.
كما يقدّم عرض أول لمشروع "الخط ده خطي"، الذي يجمع الفرقة المصرية "إسكندرلا" وفرقة "يلالان" من فلسطين، في مشروع يتكئ على تراث سيد درويش وشيخ إمام واختيار إحدى قصائد الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم (1929 - 2013) عنواناً للمشروع، ضمن "محاولات تجديد في شكل الأغنية الوطنية التي يجتمع حولها الموسيقيون المشاركون"، كما يؤكّد عصفور.
في عرضهما المشترك "مينا" تلتقي الفنانتيْن الفلسطينية تريز سليمان والبرتغالية صوفي، ويجمع العرض التونسي الفرنسي المشترك "الصالحي" الفنانيْن التونسييْن عماد عليبي ومنير طرودي والعازف الفرنسي ميشيل مار في عرض يبحث في تفاعل التراث الموسيقي البدوي في تونس مع موسيقى الترانس.
وتعود فرقة "ميراج" الأردنية بعد توقّف دام قرابة ثلاثة عقود بعرض يحمل عنوان "بنات الغيم"، إلى جانب مشاركة "فرقة 47" من فلسطين، والفنانة أوم من المغرب، وعبد الرحمن محمد من السعودية، وبشر أبو طالب وهند حامد من الأردن، وسيختتم المهرجان بعرض "أصيل" للموسيقي الأردني طارق الناصر.
يشير عصفور إلى "الشراكة التي تجمع "مهرجان موسيقى البلد" ومهرجاني "موسيقى بلا تأشيرة" في المغرب، و"بيروت بيوند" في لبنان، وتهدف إلى تقديم موسيقيين شباب في المنطقة العربية تهتم بتراثها والقضايا الراهنة التي تشهدها، وتبحث في مستقبلها عبر الموسيقى".