وقالت الصحيفة إنه تم تنفيذ بعض المهام السرية على الأقل من قبل أعضاء من نفس الفريق الذي قتل خاشقجي، ما يشير إلى أن مقتله كان جزءًا من حملة أوسع لإسكات المنشقين السعوديين.
وقال المسؤولون للصحيفة إن أعضاء فريق قتل خاشقجي، والذي أطلق عليه المسؤولون الأميركيون اسم "المجموعة السعودية للتدخل السريع"، شاركوا في ما لا يقل عن 12 عملية ابتداءً من عام 2017. بعض تلك العمليات انطوت على إعادة قسرية للسعوديين من دول عربية، واحتجاز وإساءة معاملة السجناء في قصور تابعة لولي العهد ووالده الملك سلمان.
وبحسب "نيويورك تايمز" كان فريق التدخل السريع مشغولاً، لدرجة أن زعيمه سأل في يونيو/حزيران الماضي أحد كبار المستشارين لولي العهد عما إذا كان بن سلمان سيمنح الفريق مكافآت لعيد الفطر.
وتقول السعودية إن أحد عشر سعودياً يواجهون تهماً جنائية بتهمة قتل خاشقجي، وإن المدعين يسعون إلى عقوبة الإعدام لخمسة منهم، لكن المسؤولين لم يحددوا هوية المتهمين علانية.
ولا يزال خبراء الطب الشرعي الأتراك يبحثون عن رفات خاشقجي في فيلا في تركيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
وبشكل متزامن، احتجزت قوات الأمن السعودية العشرات من رجال الدين والمثقفين والناشطين الذين يُعتقد أنهم يشكلون تهديدًا، وكذلك الأشخاص الذين نشروا تعليقات انتقادية أو ساخرة عن الحكومة على تويتر.
وقال بروس ريدل، المسؤول السابق في "سي آي ايه" الذي يعمل محللاً الآن مع معهد بروكينغز: "لم نر حملة على نطاق مثل هذه"، وتابع: "لم يكن منشق مثل جمال خاشقجي في الماضي يستحق كل هذا الجهد".
وقال مسؤولون أميركيون إن مجموعة التدخل السريع حصلت على أمر من محمد بن سلمان، وأشرف عليها سعود القحطاني الذي قاد نائبه، ماهر عبد العزيز مطرب، الفريق في الميدان.
وكان هناك عضو آخر بالفريق هو ثائر غالب الحربي، أحد أفراد الحرس الملكي الذي تمت ترقيته في عام 2017 بسبب "شجاعته" خلال هجوم على قصر ولي العهد.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول سعودي قوله إن مطرب والحربي يخضعان للمحاكمة في الرياض بتهم تتعلق بمقتل خاشقجي، بينما يقبع قحطاني رهن الإقامة الجبرية، وقد مُنع من السفر وهو قيد التحقيق، ما يجعل الأمر غير واضح ما إذا كان الفريق لا يزال يعمل أم لا.
ولم تحدد تقارير المخابرات الأميركية مدى تورط بن سلمان في عمل المجموعة، لكنها قالت إن العملاء رأوا أن القحطاني يمثل "قناة" لبن سلمان.
وذكرت الصحيفة أنه عندما حبس بن سلمان مئات من الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين السابقين في فندق ريتز كارلتون في الرياض في عام 2017 بتهمة الفساد، عمل القحطاني ومطرب في الفندق، ما ساعد في الضغط على المحتجزين للتوقيع على التنازل عن الأصول التي يملكونها، وفقًا لما ذكره المحتجزون لاحقاً.
وتواصل وكالات الاستخبارات جمع الأدلة حول دور بن سلمان في العمليات. وفي ديسمبر/ كانون الأول، أصدرت وكالة الأمن القومي الأميركية تقريراً يقول إنه في عام 2017، أخبر ولي العهد محمد بن سلمان أحد كبار مساعديه أنه سيستخدم "رصاصة" لإنهاء خاشقجي في حال عدم عودته إلى المملكة وتوقفه عن انتقاد الحكومة.
وخلص محللو الاستخبارات إلى أن بن سلمان ربما لم يعنِ ذلك حرفياً، إلا أنه كان يعتزم إسكات الصحافي بقتله إذا كانت الظروف تقتضي ذلك.
وأحدثت تقييمات المخابرات توتراً بين وكالات المخابرات الأميركية والرئيس ترامب، الذي جعل العلاقات الدافئة مع السعوديين حجر الزاوية في سياسته الخارجية؛ إذ كان ولي العهد حليفًا وثيقًا للبيت الأبيض وترامب، وخاصة جاريد كوشنير، صهر الرئيس وكبير مستشاريه. وعلى الرغم من تقييم "سي آي ايه" بأن بن سلمان أمر بالعملية، فقد قال ترامب مرارا وتكرارا إن "الأدلة لم تكن قاطعة".