شعارات عنصرية مثل الكلاب المصابة بالسعار... التحريض على إغلاق المساجد بالولايات المتحدة الأميركية.. كلها تشير إلى توجه مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، نحو التصعيد من خلال الاعتماد على خطاب معاد للإسلام، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
ونقلت الصحيفة عن أحد أبرز مرشحي الحزب للرئاسة، قوله أمس الخميس، أنه يرغب بشدة في تخصيص قاعدة بيانات خاصة بالمسلمين المتواجدين في الولايات المتحدة الأميركية، وإمكانية منحهم بطاقات هوية خاصة تكشف عن انتمائهم الديني.
كما لفتت إلى أن مرشحاً بارزا آخر شبّه اللاجئين السوريين، الذين هم في غالبيتهم مسلمون، بالكلاب التي تحمل معها داء السعار، والذين يتعين إبقاؤهم جميعا خارج أميركا.
و.. مرشّح ثالث، بحسب الصحيفة أيضاً، وقف داخل مجلس الشيوخ، داعياً إلى حظر وصول اللاجئين من خمسة بلدان بالشرق الأوسط، لافتا إلى أن هذا الأخير كان واضحا جدا عندما طلب رفض طلب لجوء المسلمين، والسماح للمسيحيين من نفس المنطقة بالوصول إلى الأراضي الأميركية.
وفي تعليقها على هذه التصريحات العنصرية، ذكرت "واشنطن بوست" أنه بعد مرور نحو أسبوع على هجمات باريس التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وخلفت 129 قتيلا، رد بعض السياسيين في الحزب الجمهوري بخطاب حاول جورج بوش الابن، تفاديه عن قصد بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وأبرزت أن بوش قال في أعقاب الهجوم، الذي نفذه تنظيم "القاعدة"، إن الإسلام دين سلام، ولا ينبغي محاكمة جميع المسلمين بناءً على أفعال بعض المتطرفين.
في المقابل، اعتبرت "واشنطن بوست" أن الوضع يختلف حاليا في هذه الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يحظر فيها بقوة التشكيك في سياسة الحكومة والامتعاض من ملف الهجرة، مشيرةً إلى أن هجمات باريس وفرت الأجواء للجمهوريين للخوض بشكل متزايد في خطاب معاد للمسلمين.
الهجمات الكلامية ضد المسلمين لم تقف عند هذا الحد، فحسب "واشنطن بوست" قال بعض المرشحين الجمهوريين إنهم سيذهبون بعيدا وسيطلبون أن تتم مراقبة المسلمين بشكل أكبر، لأنه يصعب معرفة من هم المتطرفون بينهم.
كما ذكرت الصحيفة أن الخطاب المعادي للمسلمين ليس حكرا على الجمهوريين فحسب، فقد دعا عمدة مدينة روانوك بولاية فيرجينا، المنتمي إلى الحزب الديمقراطي، إلى معاملة اللاجئين السوريين، مثلما تمت معاملة اليابانيين الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية، الذين تعرضوا للترحيل والاعتقال بناء على التشكيك في ولائهم بسبب انتمائهم العرقي.
اقرأ أيضا: %68 من البريطانيين يؤيدون ضرب "داعش" بغطاء أممي