يعاني فلسطينيون يعيشون في مخيم درعا للاجئين، جنوب سورية، من أوضاع معيشية قاسية، في ظل الاستهداف المتكرر للمخيم بقذائف الهاون من قبل قوات النظام السوري، وقطع الطرق بسبب الاشتباكات المستمرة في المناطق المحيطة، ما يتسبب بنقص المواد المعيشية الأساسية.
ومع ذلك، تتمسك مئات العائلات بالبقاء في المخيم رغم الدمار الكبير الذي طاوله، وانعدام الأمان بسبب الاستهداف المستمر للمخيم من قبل قوات النظام السوري. يقول قاسم، وهو لاجئ فلسطيني مقيم في المخيم لـ"العربي الجديد" "لن أخرج أنا وعائلتي من المخيم مهما كلفني الأمر، المخيمات التي توجه إليها النازحون من مخيمنا ليست أفضل حالاً".
ويضيف "أراد النظام السوري أن يشتتنا من جديد، فدمر معظم المخيمات الفلسطينية في البلاد لكنه لن ينجح في تفتيتنا، حتى أن عشرات العائلات بدأت العودة مؤخراً إلى المخيم رغم افتقاره لكل شيء. الناس تبحث عن جدران وسقف مع اقتراب الشتاء".
كما يوضح أنه "لا توجد خدمات في المخيم، فحين يصاب أحد السكان بقذيفة يتوجب نقله إلى خارج المخيم والبحث عن مشفى أو مركز طبي، إذ لا تتوفر لدينا أي مواد طبية أو أدوية، ولم يصلنا الماء والكهرباء بطريقة نظامية منذ سنوات، ونعتمد في حياتنا على شراء صهاريج المياه".
وكان العشرات من أبناء المخيم، السوريين والفلسطينيين، قد نفذوا اعتصاماً قبل أيام، احتجاجاً على تلكؤ وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الموجودة في المنطقة لأهالي المخيم، وطالب المحتجون المجلس المحلي بتأمين المياه، متهمين المنظمات الإغاثية بالتمييز في توزيع المساعدات.
وفي السياق، يوضح هائل العلي، الذي شارك بالاحتجاج في المخيم لـ"العربي الجديد" "طالبنا مراراً بتوفير المياه، وحليب الأطفال، ومخصصات كافية من الخبز للمخيم الذي يزيد عدد سكانه باستمرار بسبب عودة عشرات العائلات. لكن الرد دائماً الوضع الأمني في المخيم لا يسمح. نحن مستعدون لتأمين إدخال المساعدات، خاصة الطحين، ولا يحتاج الأمر لأطراف خارجية، كل ما نطالب به هو معاملتنا كباقي المخيمات".
وكان المجلس المحلي للمخيم قد أعلن بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أن المخيم بات منطقة منكوبة بسبب الدمار الشامل الذي أصاب المنازل، وطالب بتقديم المساعدات الإنسانية للعائلات التي بدأت العودة إلى المخيم.
ويعد مخيم درعا من أكثر المخيمات الفلسطينية التي طاولها الدمار خلال السنوات الماضية، وتصل نسبة الدمار وفقاً لناشطين من المخيم إلى 70 في المائة من بيوت وأبنية المخيم، بعد أن خرج عن سيطرة النظام السوري عام 2012، وكان يحتضن في ذلك الحين قرابة 15 ألف نسمة، بين لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين.
وتعرض المخيم في منتصف يونيو/حزيران الماضي، إلى حملة عسكرية شرسة من قبل قوات النظام السوري، وأسقطت طائراته المئات من البراميل المتفجرة على المخيم ما تسبب بدمار القسم الأكبر منه وتسوية بعض أحيائه بالأرض.