وحسب تقارير رسمية، تمثل السياحة الدينية الوافدة التي تستهدف المزارات المسيحية إلى مصر وتتركز غالبيتها في دير سانت كاترين بجنوب سيناء (شمال شرق)، نحو 3% من إجمالي حركة السياحة الوافدة لمصر.
وتحمل زيارة بابا الفاتيكان لمصر عدة رسائل إيجابية، على كافة الأصعدة؛ روحية وسياسية واقتصادية، وفقاً لمسؤولين بوزارة السياحة المصرية.
وتأمل مصر أن تحيي زيارة البابا فرانسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية، السياحة الدينية وجذب الملايين لزيارة البلاد بقصد السياحة. وتأتي الزيارة بعد نحو 20 يوماً، على وقوع تفجيرين بكنيستين شمالي البلاد، أسفرا عن مقتل 46 شخصاً وإصابة العشرات.
وقالت مستشارة وزير السياحة المصري السابق للتراث القبطي، وعضو لجنة العائلة المقدسة بوزارة السياحة المصرية، دينا تادروس، إن زيارة البابا تأتي في توقيت مهم للغاية، وصعب على كافة المصريين، لمحو آثار الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر في الأسابيع الأخيرة الماضية".
وأضافت "تادروس" أن "الزيارة تحظى بتغطية إعلامية دولية ومحلية واسعة، وتعد أفضل دعاية للسياحة المصرية بمختلف أنواعها".
وتعاني السياحة المصرية من أزمات عديدة بسبب تصاعد العنف، وفي هذا السياق، قال وزير السياحة المصري يحيى راشد، الأسبوع الماضي، إن السياحة المصرية مستهدفة، إذ وقع من 10 إلى 12 حادثاً إرهابياً خلال العام الماضي، أثرت سلباً على السياحة الوافدة، مشيراً إلى أن الربع الأول من عام 2017 شهد ارتفاعاً نسبياً في حركة السياحة، والتي ينتظرها "مستقبل واعد" خلال التسعة أشهر المقبلة، على حد قوله.
وقال عضو غرفة شركات السياحة المصرية سابقاً (مستقلة وتشرف عليها وزارة السياحة المصرية)، عادل زكي، ومنظم رحلات سياحية لمصر، "إن زيارة بابا الفاتيكان قد تسهم في مراجعة الدول الغربية لتحذيرات السفر التي أصدرتها عقب تفجير الكنيستين".
وفي 10 أبريل/نيسان الجاري حذرت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها من "ارتفاع خطر الإرهاب على الأجانب في مصر عقب التفجيرين اللذين استهدفا الكنيسستين".
وأضاف "زكي"، في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، "الزيارة تحظى باهتمام أكثر من مليار مسيحي حول العالم، وتعد أفضل طرق الدعاية للسياحة المصرية غير المكلفة للدولة".
وتشمل المزارات المسيحية في مصر، "ظهور العذراء مريم في كنيسة الزيتون (القاهرة)، ومعجزة نقل جبل المقطم من مكانه في عصر الدولة الفاطمية وظهور كنيسة بداخله، فضلاً عن أديرة تاريخية بالبحر الأحمر (شرق البلاد)، وجبل النبي موسى (شمال شرق)".
ويعد حصن بابليون أو قصر الشمع في حي مصر القديمة (القاهرة) الذي شيد للحماية العسكرية الرومانية، ويتوسط مصر بين الوجه البحري والقبلي، من أهم المزارات السياحية الدينية في مصر.
ويضم الحصن عدداً من المعالم الأثرية القبطية، منها المتحف القبطي والمعبد اليهودي ودير مار جرجس للراهبات، و6 كنائس هي (القديسة بربارة، والكنيسة المعلقة، وأبو سرجة، ومار جرجس للروم، ومار جرجس، وقصرية الريحان الأرثوذكس).
وتحتل البرازيل والمكسيك وأميركا وأوروبا، ودول شرق آسيا، وكينيا ونيجيريا، قائمة الدول الراغبة والمصدرة للسياحة الدينية لمصر.
وفي 18/أبريل/نيسان الجاري، استهدف مسلحون كميناً للشرطة على مقربة من دير سانت كاترين بجنوب سيناء (شمال شرق البلاد)، أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 3 آخرين.
ويواجه إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، عدة عقبات دولية ومحلية، أبرزها عدم الاعتراف بها عالمياً والاختلاف عليها من الناحية الدينية، والأوضاع الأمنية المضطربة في العريش ورفح (شمال شرق).
وفي أغسطس/آب 2015 تعاقدت وزارة السياحة المصرية مع شركة الدعاية "جي.دبليو.تي"، للترويج لمصر في الخارج مقابل 66 مليون دولار لمدة 3 سنوات، تنتهي في 2018.
وحسب إحصائيات رسمية، تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال العام 2016، ليصل إلى 5.4 ملايين سائح، مقابل 9.3 ملايين سائح في العام 2015.
وانخفضت إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليارات دولار في عام 2016 وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015، وفقاً لمحافظ البنك المركزي المصري طارق عامر.
وقال منظم الرحلات السياحية، وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقاً، عادل عبد الرازق، إن الهجوم "يعد الأخطر من بين العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، لاستهدافه أحد المناطق السياحية.. وصول المسلحين لهذه المنطقة يشير لقصور أمني واضح".
وفي 10 إبريل/ نيسان الجاري، حذرت إسرائيل رعاياها من السفر إلى سيناء وطالبتهم بالرحيل فوراً بسبب وجود "مخاوف أمنية ذات درجة عالية" تتعلق بسلامتهم فضلاً عن إغلاق مؤقت لمعبر طابا في الاتجاه المؤدي إلى الجانب المصري.
وتعول مصر على السياحة باعتبارها أحد مصادر العملة الصعبة، إلا أن سلسلة انتكاسات أبرزها سقوط طائرة روسية بالقرب من جزيرة سيناء، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، راح ضحيته 224 شخصاً، دفع باتجاه مصاعب أخرى لصناعة السياحة.
(العربي الجديد، الأناضول)