دخلت صباح اليوم الأربعاء الدفعة الأولى من أبقار "الهولشتاين"، وعددها 165 بقرة، إلى حظائرها في مزرعة "بلدنا"، شمال العاصمة القطرية الدوحة، مؤذنة ببدء خطة طموحة لتوفير 35% من احتياجات السوق في قطر من منتجات الألبان.
ووصلت أول شحنة من الأبقار على متن طائرات تابعة للخطوط الجوية القطرية إلى مطار حمد الدولي في الدوحة، ضمن خطة لاستيراد 4 آلاف بقرة، بمعدل رحلتين أسبوعيا، من المفترض أن تكتمل بحلول شهر إبريل/نيسان من العام المقبل، ليصار إلى إنتاج قرابة 300 طن من الحليب يوميا تكفي السوق المحلي.
ووفق الرئيس التنفيذي لشركة "بلدنا" جون دور، فإن كلفة نقل البقرة الواحدة بالطائرة تبلغ ألف دولار تقريباً، ما يعني أن الشركة ستدفع على مدار الأشهر القليلة المقبلة أربعة ملايين دولار لنقل الأبقار إلى حظائرها السبعة التي يجري تجهيزها في مزرعة "بلدنا" شمال الدوحة.
وتبلغ كلفة المشروع الإجمالية، الذي يعمل فيه نحو 600 موظف، 548 مليون دولار، توقع دور أن يسترجعها المشروع الذي يعد استراتيجياً في قطر خلال سبع سنوات تقريبا.
والهولشتاين أو البقرة الهولندية أو الفريزيان سلالة من الأبقار موطنها شمال غرب هولندا واعتمدت هذه السلالة في مزارع إنتاج الحليب التجارية في العالم نظراً لغزارة إنتاجها، إذ تنتج البقرة الواحدة البالغة ما قد يزيد على 30 كغم يومياً في المتوسط.
وتبلغ نسبة الدسم في حليب هذه الأبقار حوالي 3.75 في المائة، وهي نسبة أقل من نسبتها في سلالات أخرى مثل السويسرية البنية أو بقرة جيرزي، أما نسبة البروتين فتصل إلى 3.1 في المائة.
وتملك الهولشتاين علامات مميزة، مثل لونها الأبيض والأسود أو الأحمر الداكن، ويزن العجل صحيح الجسم حوالي 40 إلى 45 كغ أو أكثر عند الولادة، فيما تزن بقرة الهولشتاين الناضجة حوالي 580 كغ وبطول 147 سم.
وحسب مشاهدة "العربي الجديد"، فقد جرى تجهيز حظائر الأبقار بما يتناسب مع الطقس الحار والرطب في قطر، إذ تمت تغطيتها من كل الجهات، بحيث لا تتجاوز درجة الحرارة داخلها 30 درجة مئوية في النهار، و24 درجة في الليل، مما لا يؤثر على إدرارها الحليب، حيث تنتج البقرة الواحدة يوميا 40 كيلوغراماً من الحليب، كما بيّن الرئيس التنفيذي لشركة "بلدنا".
وتستورد المزرعة التي تعد خلطات خاصة لإطعام الأبقار، في سبيل إنتاج أكثر جودة، الأعلاف عن طريق الشحن البحري، بعد أن أغلقت السعودية حدودها البرية، المنفذ البري الوحيد مع قطر، كما تقوم أيضا بإنتاج أعلاف للأبقار والأغنام، لسد حاجة المزرعة وحاجة السوق المحلي.
وتواجه قطر حصارا مشددا بعدما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، كما أغلقت دول الحصار المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام حركة المرور القطرية، وتعاملت قطر مع ذلك عبر اللجوء إلى تركيا وإيران لاستيراد احتياجاتها من المواد الغذائية، التي كانت تعتمد في السابق على استيراد أغلبها من السعودية والإمارات، وخاصة الحليب ومشتقاته، إذ كانت تستورد نحو 80 في المائة، من احتياجاتها من هذه المنتجات من جارتها السعودية، خاصة من شركة "المراعي"، لكن منذ أن حظرت السعودية كل صادراتها إلى قطر، جاءت منتجات الألبان التركية لتسد العجز في السوق القطري.
وردّ جون دور على سؤال "العربي الجديد" عن مصير حصة "المراعي" في السوق القطري، بعد الحصار، ومنع دخول منتجاتها إلى الأسواق القطرية بطلب من السلطات السعودية، بالقول "باي باي مراعي، أشهر قليلة والسوق القطري سيكتفي من الإنتاج المحلي".
وتمتد مزرعة "بلدنا" على مساحة 400 ألف متر مربع، ستُجرى زيادتها إلى 600 ألف متر، بعد البدء بتنفيذ حظائر الأبقار، وتبعد عن قلب الدوحة 50 كيلومتراً، وتعد من أكبر المزارع العاملة في مجال الاستثمار في لحوم الأغنام والماعز ومنتجات الألبان والأعلاف والأسمدة والصوف وغيرها في قطر، وتمتلك حاليا أكثر من 45 ألف رأس من الأغنام والماعز لتصنيع منتجات الألبان منها، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمزرعة 20 طناً من حليب الماعز في اليوم حاليا، فيما يتم العمل لكي يصل العدد إلى 60 ألف رأس، وتسعى الشركة إلى المساهمة في احتياج السوق المحلي ومواجهة زيادة الطلب على قطاع اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان والأجبان.