للاجئين الغزيّين في لبنان معاناتهم التي تشبه معاناة مواطنيهم الفلسطينيين الآخرين في العام، وتختلف معها في الخاص. هم مثلاً لا يحملون أوراقاً ثبوتية تجعل إقامتهم في لبنان شرعية. أبو أشرف واحد من هؤلاء، يبلغ من العمر اليوم 48 عاماً.. كما النكسة. في العام الذي ولد فيه، عام 1967، لجأت عائلته التي كانت تعيش في مخيّم جباليا (شمال شرق غزة) إلى لبنان.
يُخبر أن في عام النكبة، رفض أهله مغادرة فلسطين. لكنهم اضطروا إلى ذلك مع النكسة. هو اليوم يعيش في منطقة تعمير عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان)، حيث معظم السكان من الفقراء.
يعمل أبو أشرف اليوم في محطة لتوزيع الوقود في منطقة الفيلات، وهو أيضاً عسكريّ في الأمن الوطني الفلسطيني. يُذكر أنه كان قد تخرّج من الكلية الحربية في ليبيا، بالإضافة إلى حيازته على شهادة من المركز الثقافي للإلكترونيات في سورية. يشكو من أن الراتب الذي يتقاضاه من عمله في الأمن الوطني ضئيل جداً، ولا يكفي لسدّ احتياجاته. لذلك، عمد إلى العمل في محطة للوقود، علّ ذلك يساهم في تحسين وضعه المعيشي، هو الحائز على شهادات عدّة.
تجدر الإشارة إلى أن أبو أشرف كان قد شارك في دورات تدريبية عسكرية عدة في خلال دراسته وما بعدها، ولعل أبرزها دورتان عسكريتان في ليبيا وسورية، إلى جانب دورات عسكرية أخرى. يقول: "على الرغم من خبرتي العسكرية، إلا أنني لا أستطيع الانخراط بأي جيش نظامي. لذا حاولت البحث عن عمل في مجال الكهرباء الذي أتقنه أيضاً". لكن الحظ لم يحالفه. ويلفت إلى أن الأسباب كثيرة، منها "أنني أعدّ مقيماً في لبنان بطريقة غير شرعية، لكوني لاجئاً من لاجئي عام 1967، أي عام النكسة حين احتلت إسرائيل غزة وأخرجتنا منها".
يضيف أنه لا يحمل أوراقاً ثبوتية غير وثيقة السفر المصرية، مشيراً إلى أنه يعيش في لبنان من دون إقامة. يتابع: "بطبيعة الحال، ليس لنا الحق في إصدار إقامات وتسوية أوضاعنا، ولا في الحصول على أوراق ثبوتية. هذه القضية من صلاحية المسؤولين الفلسطينيين الذين يهتمون بمتابعة شؤون الفلسطينيين المقيمين في لبنان مع الدولة اللبنانية، وخصوصاً السفارة الفلسطينية".
ويلفت أبو أشرف إلى أنه "يجب على السفارة الاهتمام بالمثقفين وحاملي الشهادات وأصحاب المهن، بما يخدم مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني المقيم في لبنان إلى حين العودة". ويشدّد على "ضرورة تشجيعهم وخلق فرص عمل للجميع. نريد أن نربّي أولادنا ونعيش بكرامة".
اقرأ أيضاً: عبد الله... فلاح سوري في العاشرة