الدراسة أجراها باحثون بمركز ريكن الوطني للعلوم وأبحاث المخ في اليابان، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Nature Communications) العلمية، أمس الأربعاء.
وأوضح الباحثون أن الكثيرين يدركون التغيرات العقلية والسلوكية التي تحدث للأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.
وأضافوا أن إحدى السمات المميزة للمرض هي تراكم لويحات لزجة وسامة في الدماغ، تسمى بروتين "أميلويد بيتا"، يظهر أثرها في سوائل العمود الفقري، وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل في الإدراك.
وبروتين "أميلويد بيتا" يعتبر عنصرا أساسيا للترسبات التي يعثر عليها في أدمغة مرضى ألزهايمر.
وفي دراسة أجريت على الفئران، اكتشف الباحثون أن طفرة جينية متحورة تحدث في الدماغ تتسبب في تراكم بروتين "أميلويد بيتا".
واستعان الباحثون بتقنية "كريسبر-كاس 9" لتعديل الجينات، وهي تقنية تعديل جيني ثورية بإمكانها تعديل أي منطقة من مناطق الجينوم، لأي نوع من الكائنات بإحكام ودقة عاليتين، دون الإضرار بغيرها من الجينات.
ووجد الباحثون أن الفئران التي تم حذف النسخة الجينية المتحورة لديها، تراكمت لديها مستويات بروتين "أميلويد بيتا" بنسب أقل من مثيلاتها التي لم تجر لها هذه العملية.
ولا تزال التطبيقات الطبية التي تعتمد على تقنية "كريسبر-كاس 9" في مراحلها الأولى، حيث تم اكتشافها وتعريفها في شكلها الحالي عام 2012.
ومنذ 2012 جرت محاولات عدة لاستخدام هذه التقنية لإصلاح العيوب الجينية، منها البحوث التي قامت بها فرق في الصين في عام 2015 لإصلاح العيوب الجينية التي تسبب أمراض الدم.
ولكن تلك البحوث لم تتمكن من إصلاح كافة الخلايا المصابة، ولذا كانت الأجنة التي عولجت عبارة عن خليط من الخلايا المريضة والسليمة، كما أدت تلك البحوث إلى حصول طفرات في التسلسل الجيني.
وفي أبريل/نيسان 2017 استخدم فريق بحث دولي من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، هذه التقنية لتعديل جينات لأجنة بشرية، بهدف تصحيح طفرة مسببة للأمراض، ما يحول دون انتقال مرض قلبي مميت، وتوريثه إلى الأجيال المقبلة.
ورأى فريق البحث الدولي أن هذا الإنجاز يفتح الباب لإمكانية منع توريث عشرات الآلاف من الأمراض من جيل إلى جيل، مثل سرطان الثدي والتليف الكيسي الذي يصيب العديد من أعضاء الجسم كالرئتين والجهاز الهضمي وغيرها.