27 سبتمبر 2018
أربع سنوات صعبة .. وثورية
صعوبة الثورات ظهرت في سورية. أولاً، لأنها أتت بعد انتشار ثوري بدأ في تونس، وتوسّع سريعاً، الأمر الذي أخاف دولاً إقليمية، وأربك دولاً أخرى. لهذا، كان يجب أن تتوقف هذه الموجة لكي لا تمتدّ أكثر. ويجب أن تتوقف، لأن الوضع الاقتصادي العالمي، وضع الرأسمالية، مأزوم إلى الحدّ الذي يمكن أن يؤدي إلى أن تتوسع الثورات خارج الحدود العربية، فتصل إلى بلدان أخرى، فلا يعود ممكناً التحكّم بها ووقفها. هذا رد الفعل الأول لدى دول، على أمل معالجة الوضع لتجاوز إمكانية توسعها عالمياً. وثانيها، لأن الدول الإمبريالية باتت بحاجة إلى "مثال" فظيع، يوضّح كيف أن التمرُّد والثورة على رأس المال يعني الغرق في مجزرة وانتشار الإرهاب والقتل والفوضى. وبهذا، بات ضرورياً أن تتحوّل الثورة إلى "صراع طائفي" و"حرب أهلية"، وإلى مجزرة فعلية، تدمّر سورية وتقتل وتشرِّد شعبها. هذا ما بات واضحاً بعد سنة ونصف السنة من الثورة، حيث بات الشغل على زيادة عنف السلطة وتصعيد وحشيتها، ومدها بكل ما يجعلها أكثر عنفاً ووحشية.
لكن، لا بد من أن نلمس، ثالثاً، أن نمط السلطة القائمة كان يفتح على وحشية عالية، حيث مفاصله ممسوكة من فئات لا تخشى العنف والوحشية ولكن الفئة العائلية المتحكمة بالسلطة تعتبر أن سورية "ملكية خاصة" لها، ورثتها من حافظ الأسد، ولا تتخلى عن ميراثها حتى وإن حرقته. من هنا، نبع شعار "الأسد أو نحرق البلد". قررت خوض الحرب إلى النهاية، وبكل الوحشية الممكنة، بالضبط، لكي تبقى حاكمة ومسيطرة على الاقتصاد.. أو أن تدمّر "ميراثها"، قبل أن ينزعه منها آخرون. هذا الأمر جعلها تقرر العنف، وتصعيد العنف، ومن ثم العنف الأقصى، لكي تسحق المتمردين، وتبقي سيطرتها على السلطة. جعلها هذا المنظور ترتكب كل الجرائم الممكنة ضد الإنسانية، تحت مسمع العالم ومرآه، وهو الذي يريدها أن تفعل ذلك، بغض النظر عن تصريحات جوفاء، كان يطلقها هذا الرئيس أو ذاك، أو هذه الدولة أو تلك.
كان نمط السلطة السورية مطابقاً لما أرادت الرأسمالية الإمبريالية، بكل فروعها. ولهذا، صنعت مثالاً هائلاً للوحشية والعنف، بات يستخدم في كل الإعلام الإمبريالي والعربي، من أجل إرعاب الشعوب لكي لا تتمرّد على رأسمالية مافياوية، تنهب وتفقر وتستغل بأقصى درجات الاستغلال. لكنها تشعر بأن نهبها واستغلالها أوصل العالم إلى أزمةٍ، سوف تفرض حتماً انفجار الثورات وانتشارها.
فوق ذلك كله، رابعاً، كان الطموح الإمبراطوري التركي/ الإيراني يسهم في تصعيد الصراع والعنف. دافع النظام الإيراني، بكل وحشية، عن النظام السوري، ولا زال، لا لدعم المقاومة أو تحسين مواقع حزب الله. بل، بالضبط، لأن سورية ورقة في إطار المساومات الدولية. ومن أجل ذلك، جرى تصعيد "الحشد الشيعي"، ولمّ كل من هبّ ودبّ من أجل منع سقوط النظام السوري. ولهذا، بات قادة إيران يصرحون، علناً، بأنهم من منع سقوط دمشق (وبغداد وبيروت). عزّز هذا الأمر من استمرارية السلطة السورية، حتى بعد أن ضعُفت، وباتت على شفير الانهيار. ولقد أصبح الحرس الثوري وحزب الله والمليشيا الطائفية العراقية، ومن كل أطراف العالم، هي التي تقاتل الشعب السوري، بعد أن ضعضع السلطة، وكسر شوكة بنيتها الصلبة، وفتح الطريق إلى إسقاطها. وبهذا، بات الشعب السوري يخوض الحرب ليس ضد السلطة، بل ضد كل قوى إيران وامتداداتها، والمستندة إلى الدعم العسكري الروسي، والحماية السياسية الروسية.
على الرغم من ذلك كله، وبعد مئات آلاف الشهداء والمعتقلين وملايين اللاجئين، وكل العنف الوحشي المستمر، الشعب لا زال يقاتل من أجل الانتصار، في عالم أراد أن يوقعه في المجزرة.
ثورة كبيرة وعظيمة وستستمر.
لكن، لا بد من أن نلمس، ثالثاً، أن نمط السلطة القائمة كان يفتح على وحشية عالية، حيث مفاصله ممسوكة من فئات لا تخشى العنف والوحشية ولكن الفئة العائلية المتحكمة بالسلطة تعتبر أن سورية "ملكية خاصة" لها، ورثتها من حافظ الأسد، ولا تتخلى عن ميراثها حتى وإن حرقته. من هنا، نبع شعار "الأسد أو نحرق البلد". قررت خوض الحرب إلى النهاية، وبكل الوحشية الممكنة، بالضبط، لكي تبقى حاكمة ومسيطرة على الاقتصاد.. أو أن تدمّر "ميراثها"، قبل أن ينزعه منها آخرون. هذا الأمر جعلها تقرر العنف، وتصعيد العنف، ومن ثم العنف الأقصى، لكي تسحق المتمردين، وتبقي سيطرتها على السلطة. جعلها هذا المنظور ترتكب كل الجرائم الممكنة ضد الإنسانية، تحت مسمع العالم ومرآه، وهو الذي يريدها أن تفعل ذلك، بغض النظر عن تصريحات جوفاء، كان يطلقها هذا الرئيس أو ذاك، أو هذه الدولة أو تلك.
كان نمط السلطة السورية مطابقاً لما أرادت الرأسمالية الإمبريالية، بكل فروعها. ولهذا، صنعت مثالاً هائلاً للوحشية والعنف، بات يستخدم في كل الإعلام الإمبريالي والعربي، من أجل إرعاب الشعوب لكي لا تتمرّد على رأسمالية مافياوية، تنهب وتفقر وتستغل بأقصى درجات الاستغلال. لكنها تشعر بأن نهبها واستغلالها أوصل العالم إلى أزمةٍ، سوف تفرض حتماً انفجار الثورات وانتشارها.
فوق ذلك كله، رابعاً، كان الطموح الإمبراطوري التركي/ الإيراني يسهم في تصعيد الصراع والعنف. دافع النظام الإيراني، بكل وحشية، عن النظام السوري، ولا زال، لا لدعم المقاومة أو تحسين مواقع حزب الله. بل، بالضبط، لأن سورية ورقة في إطار المساومات الدولية. ومن أجل ذلك، جرى تصعيد "الحشد الشيعي"، ولمّ كل من هبّ ودبّ من أجل منع سقوط النظام السوري. ولهذا، بات قادة إيران يصرحون، علناً، بأنهم من منع سقوط دمشق (وبغداد وبيروت). عزّز هذا الأمر من استمرارية السلطة السورية، حتى بعد أن ضعُفت، وباتت على شفير الانهيار. ولقد أصبح الحرس الثوري وحزب الله والمليشيا الطائفية العراقية، ومن كل أطراف العالم، هي التي تقاتل الشعب السوري، بعد أن ضعضع السلطة، وكسر شوكة بنيتها الصلبة، وفتح الطريق إلى إسقاطها. وبهذا، بات الشعب السوري يخوض الحرب ليس ضد السلطة، بل ضد كل قوى إيران وامتداداتها، والمستندة إلى الدعم العسكري الروسي، والحماية السياسية الروسية.
على الرغم من ذلك كله، وبعد مئات آلاف الشهداء والمعتقلين وملايين اللاجئين، وكل العنف الوحشي المستمر، الشعب لا زال يقاتل من أجل الانتصار، في عالم أراد أن يوقعه في المجزرة.
ثورة كبيرة وعظيمة وستستمر.