أيها الريف الدمشقي
نحن كلاب جرحك العميق.
سننبح على الصفحات
بينما يكبر نزيفك.
2013/1/4 جرمانا
***
كانت شُجاعة للغاية
تستمد قوتها وصمتها من شالها الأخضر.
كانت للحظة ما.. ضحكات ناسفة.
تقاسمنا الهروب
وعاد كل منا إلى هزيمته.
2013/1/19 حديقة تشرين/ دمشق
***
خارج حسابات الموت
هذا الوجه الذي تملكين.
انسخ صوتها على حروف اسمكَ
وأعطِ السماء عيونكَ كي تشبه عينيها.
تلك التي جعلت بردى شاباً
وتركتني متحفاً للأحزان الطويلة!
2013-2-10 باب شرقي
***
زيدٌ في حديقة الجريدة يمارس أفعال البستنة
يقص الأوراق اليابسة
ويطعم السلحفاة.
2013/4/20
***
استرح على يقين الجسور وزوايا التراب، كنملة حمراء لوثتها الاشتراكية.
في غياب الجبال عن شرق العاصمة، تستند كفرسوسة
على كتف بساتين الصبّارة،
تمشي أناقة القتل إلى ثيابهم.
2013/6/15 جرمانا
***
فوارغ الرصاص تقف على زاوية الجحيم وتراقب سيارات الموتى وهي تقلّ الأنفاس الأخيرة للأرض نحو غرف الإنعاش. حزمت الفوارغ تاريخها وبدأت تضحك حتى اختطفتها حكاية أخرى وحكمت عليها بالإعدام.
جرمانا 19-2-2013
***
لا زالت عند زاوية النهر القديم
ترسم حزنه بأحرف كبيرة هكذا: بردى
أعطوها حبّها الوحيد،
سوف تمضي بعد قليل..
أنا "العنبر رقم 6" يا تشيخوف.
لماذا لم تكتبني اليوم؟
لا يرممني أحد سواك
لا يعيدني إلى ذاتي إلا قلبك
لا يشاركني وحدتي الدائمة إلا حنانك
لا أحد إلا أنت
أيها الكتاب.
كل الذين يعرفونك سفلة.
لكنك أشد سفالة منهم لذا سوف تشعر بالدونية دائماً.
تموز 2013
***
للواقفات على أعتاب إبر الأبدية
للجالسات تحت مصفاة الحزن
للطالعات باتجاه ساحة المحطمين
للماشيات على ورق اللعب
للضاحكات في زفاف الموت
للأمّهات والحبيبات والصديقات..
لهنّ تتسقط القصائد من كل الزوايا وذرات الهواء والعتمة.
12-2-2014 جرمانا
***
فاتني موعد ضمّ نعشك.. لم أحمله على كتفي.
فبقي جسدي متخشباً حتى سكنتني جثتك.
أرجوك لا تمت كل يوم بتلك القسوة.
16-2-2014 جرمانا
***
أرجوكم لا تموتوا الآن
ليس لدي ثياب سوداء لأرتديها حزناً عليكم..
كل ثيابي بيضاء وبرتقالية وزهرية وسماوية وملونة كثيراً.
اقتنيتها كي تلبسوها عني أيضاً حين أمضي.
عتم دمشق 2014-3-24
***
أن تشبع من المدينة، يعني أن تقلص شهيقكَ لشوارعها،
يعني أن تصبح أنت أبدها الذي قنصه رواد العتاد.
طريق المتحلق الجنوبي 2014-4-30
*شاعر سوري