وقال دبلوماسيون، لوكالة "فرانس برس"، إنّ سفير كوريا الشمالية في الأمم المتحدة، جا سونغ نام، يحضر، الجمعة، اجتماعاً لمجلس الأمن يلقي فيه وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، خطاباً حول كيفية معالجة أزمة برامج التسلح النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
وكان تيلرسون أطلق تكهنات عن سعي واشنطن لفتح مسار دبلوماسي للمفاوضات مع كوريا الشمالية حين عرض، يوم الثلاثاء الفائت، عقد مباحثات "بدون شروط مسبقة".
ومن المقرر أن يتحدث السفير جا سونغ نام خلال ظهوره النادر في مجلس الأمن، الذي سيعقد اجتماعاً على المستوى الوزاري، وذلك بعد زيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، الأميركي جيفري فيلتمان، لبيونغ يانع مطلع الشهر الجاري.
وأكّد المتحدث باسم البعثة الكورية الشمالية لدى الأمم المتحدة، جو جونغ شول، لوكالة "فرانس برس"، حضور السفير جا سونغ نام لاجتماع المجلس اليوم.
بموازاة ذلك، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وقال الكرملين، في بيان، إن الرئيسين ناقشا "الأوضاع في عدة مناطق نزاع، مع التركيز على حل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية".
دعوات للحوار
في الأثناء، شدّد المبعوث الأميركي المسؤول عن ملف كوريا الشمالية جوزف يون، الجمعة، من تايلاند، على الرغبة في "فتح حوار" مع بيونغ يانغ.
وفي تصريح صحافي، شدّد جوزف يون في ختام جولة آسيوية شملت اليابان وتايلاند، على أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون "قال إننا منفتحون على الحوار، فلنر ماذا يجيبون".
وأضاف "نحن منفتحون على الحوار. ونأمل في أن يوافقوا على التحاور"، داعياً إلى الجمع بين "الدبلوماسية والعقوبات".
السيناريو العسكري "كارثة"
من جهتها، حذّرت موسكو من أنّ السيناريو العسكري في كوريا الشمالية سيؤدي إلى كارثة. واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن احتمال إلغاء الاتفاق النووي الإيراني سيرسل إشارة غير صحيحة لمن يعول على حل للأزمة مع كوريا الشمالية.
وقال لافروف، في كلمة أمام مجلس الاتحاد الروسي، نقلها موقع "روسيا اليوم"، "في ظل تهديد إلغاء الاتفاقيات الدولية الضخمة، بما فيها البرنامج النووي الإيراني، الذي آمل ألا يرسل، ولكن إذا حدث ذلك، فسوف يرسل رسالة خاطئة للغاية إلى أولئك الذين يأملون بحل مشاكل شبه الجزيرة الكورية".
وشدّد لافروف على عدم محاولة إثارة السيناريو العسكري "كون حل الأزمة بالقوة سيؤدي إلى كارثة".
تشديد العقوبات
في المقابل، أعلن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، اليوم الجمعة، أن بلاده ستفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية في أعقاب تهديدات متكررة متمثلة في برامج بيونغ يانغ الصاروخية والنووية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن سوغا قوله في مؤتمر صحافي، إن اليابان ستجمد أصول 19 مؤسسة كورية شمالية جديدة.
وكان وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، قد صرح بأن كوريا الشمالية هي التهديد الأكثر أهمية الذي يواجهه المجتمع الدولي.
وأضاف كونو أن المملكة المتحدة واليابان ستبدآن في إعداد اتفاقيات بشأن الاعتراف المتبادل بالمعايير بعد فترة "بريكست". وبحسب "رويترز"، أشار وزير الخارجية الياباني إلى أنه يريد اتفاقاً حول الدعم القضائي بين بريطانيا واليابان بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتصاعد التوتر مجدداً في شبه الجزيرة الكورية بعد إطلاق صاروخ هواسونغ-15 العابر للقارات في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي قال الشمال إن باستطاعته إيصال "رأس حربي ثقيل وكبير" إلى أي مكان على الأراضي الأميركية.
وكانت تجربة الشهر الماضي الاختبار الأول من نوعه منذ 15 سبتمبر/أيلول وبددت الآمال بإمكان تراجع كوريا الشمالية وفتح الباب أمام التفاوض لإيجاد حل للأزمة.
وصعدت الولايات المتحدة من ضغوطها على كوريا الشمالية، وبدأت الأسبوع الماضي أكبر تدريبات عسكرية جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية.
من جهتها، وصفت بيونغ يانغ هذه المناورات بأنها استفزازية، واتهمت هذه التدريبات بأنها "تكشف نوايا القيام بضربة نووية وقائية مفاجئة".
(العربي الجديد)