صب وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، الزيت على النار فيما يتعلق بالحكومة التي لم تتشكل بعد، إثر زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، واللقاء مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وما أعقب اللقاء من تصريحات، غير متفق عليها داخلياً، وخصوصاً مع رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري.
وتضمن المؤتمر الصحافي لباسيل ولافروف أكثر من نقطة خلاف داخلي في لبنان، خصوصاً لجهة عودة اللاجئين السوريين، ومن المتوقع أن تحدث هذه المواقف ردوداً في الداخل اللبناني، نظرًا إلى أن باسيل عبّر عن وجهة النظر الرسمية للبنان، فيما الحكومة لم تتفق بعد على هذه الملفات.
وكان الحريري، في خطوة استباقية لهذه الزيارة، أرسل قبل أيام مستشاره جورج شعبان، الذي التقى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في خطوة وصفها أكثر من مصدر بأنها التفافية على زيارة باسيل، التي لم يبلغ الحريري بها وفق الأصول الدستورية إلا قبل ساعات من سفر باسيل.
وبالعودة الى المؤتمر الصحافي، فقد أكد لافروف أن موقفي لبنان وروسيا متطابقان في مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، من دون أي اعتراض من باسيل، ما يعني أن لبنان اختار أن يكون طرفاً في هذا الملف الشائك، والذي يعتبر خلافياً بين موسكو والمجتمع الدولي، وخصوصاً أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وسط دعوات تؤكد ضرورة أن تكون أي عودة طوعية وتحت مظلة الأمم المتحدة، كما أن تركيا لم تعلن موافقتها بعد على هذه الخطة، بانتظار مصير محافظة إدلب.
وخلال المؤتمر الصحافي أيضًا، اتهم لافروف واشنطن بـ"إبطاء عملية عودة اللاجئين"، وذلك "بشكل مصطنع، عن طريق رفض المشاركة في عمليات إعادة إعمار البنية التحتية في سورية". وأعلن لافروف، بوضوح، أن بلاده تعمل مع لبنان على تسهيل عودة السوريين إلى بلادهم، مضيفاً أنّ لبنان "يجب ألا يصبح رهينة لمشكلة اللاجئين السوريين".
ويعتبر كلام باسيل تجاوزاً للحكومة اللبنانية، وكذلك لرئاسة الحكومة التي تتحفظ على التنسيق مع النظام السوري، كما يعتبر هذا البند خلافياً، ويحول دون تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة.
وفي أول تعليق على زيارة باسيل ومواقفه من هناك، أكدت مصادر مطلعة على مسار تأليف الحكومة والمباحثات، أن موقف باسيل لن يعرقل فقط تأليف الحكومة، بل من المحتمل أن يفتح نقاشاً في الداخل اللبناني حول الصلاحيات، بما أن موقف باسيل وما عبّر عنه يعتبر تخطياً لموقع رئاسة الحكومة.
ولفتت المصادر إلى أن سلبية موقف باسيل لا تقتصر فقط على عدم التنسيق مع الحريري، والتفرد بالتعبير عن وجهة النظر اللبنانية، بل أيضاً تكمن في وضع لبنان في أحلاف دولية، لا تصب في مصلحة لبنان، إذ لا يمكن أن يفهم من المؤتمر الصحافي وما صدر عنه إلا أن لبنان في صف روسيا ضد المجتمع الدولي، مذكرة بالأزمات المتكررة بين لبنان والمجتمع الدولي بسبب مواقف باسيل المنفردة، وآخرها هجومه على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.