فاجأ الأسرى الفلسطينيون القوى المحلية والإقليمية والاحتلال الإسرائيلي بقرار الدعوة إلى إضراب عن الطعام رفضاً لسياسات العزل والقهر التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحقهم.
القرار الذي دعا إليه القيادي الفتحاوي الأسير، مروان البرغوثي، إلى جانب رفاق له من قادة الحركات الوطنية الفلسطينية في سجن هداريم سيئ الصيت، حمل في طياته رسائل تجاوزت محنة الأسرى وغياب أي أفق لإنهاء الملف الذي يضاف إلى جراح الشعب الفلسطيني النازفة مع غياب أي أفق لحل سياسي مع المحتل الإسرائيلي، إذ حمل في طياته أيضاً رسالة في أكثر من اتجاه ضد الانقسام وإصرار السلطة الفلسطينية على التنسيق الأمني، والحال الراهنة التي وصلت فيها الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية إلى تجاهل القضية الفلسطينية ورفض الرهان إلى حسابات إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي تراجع عن وعود انتخابية، لكنه يلوح بمروحة شروط على رام الله متجاهلاً أي ضغوط كأسلافه على تل أبيب.
ويواصل الأسرى الفلسطينيون إضراب الكرامة، وسط مساندة شعبية فلسطينية وعربية واسعة من نشطاء وإعلاميين في فلسطين والعالم العربي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فضلاً عن اهتمام وسائل الإعلام الغربية بمتابعة تداعيات الإضراب. ودخل نشطاء غربيون على خط الاحتجاج ضد سياسات إسرائيل الاحتلالية والعنصرية.
ويخوض حالياً 1500 أسير فلسطيني معركة "الأمعاء الفارغة" من مختلف الفصائل الفلسطينية وفي مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي، تحت عنوان "الحرية والكرامة" للمطالبة بإنهاء سياسة الإهمال الطبي والعزل والاعتقال الإداري، واستعادة الزيارات المقطوعة وانتظامها، وغيرها من المطالب المشروعة.
إدارة سجون الاحتلال نفذت على الفور سياسة قمع وتنقلات واسعة في صفوف الأسرى المضربين عن الطعام، واقتحام العديد من أقسام وغرف الأسرى، رافق ذلك تفتيشات واسعة ومصادرة لمقتنيات الأسرى بشكل كامل، وكلها في إطار محاولة يائسة لإنهاء القضية، في حين تحاول مستويات سياسية فلسطينية وعربية احتواء تداعيات القضية.