تعايش المشاركون في أسطول الحرية لكسر حصار كيان الاحتلال عن غزة مع تعقيدات كثيرة واجهتهم، يعزونها إلى "ضغوط سياسية أمنية"، كما يقول الناشط السياسي الدنماركي المشارك في طاقم الرحلة ميكل، لكن الأجواء العدائية الرسمية والشعبية التي وصلت إلى حد الرقابة اللصيقة من البحرية البريطانية المنتشرة ضمن قوات الناتو في المياه الأوروبية لسفن الأسطول أثناء إبحارها في مياه ألمانيا، بلغت حد تهديد أحد موظفي ميناء وقناة كييل الألماني المشاركين في 30 مايو/أيار الماضي، قائلا لهم "أتمنى أن تغرقكم البحرية الإسرائيلية وتقتلكم جميعا"، بحسب ما تنفرد "العربي الجديد" بتوثيقه عبر الفيديو، الأمر الذي يكشف بحسب الناشطة السويدية ايفيند ايرفلين المشاركة في التحضيرات على متن سفينة "الحرية" تأثير عمليات الترهيب والتخويف التي تقوم بها اللوبيات الصهيونية في عدد من الدول الأوروبية ضد كل من يسعى إلى وقف ممارسات الاحتلال العنصرية.
عقب وصول الأسطول إلى المياه الألمانية ماطلت السلطات في السماح بدخول السفن المشاركة إلى ميناء فليامسهافن المطل على بحر الشمال، حيث تصنع الغواصات الموردة لدولة الاحتلال، وتركته في عرض البحر طيلة ليلة كاملة، "كرسالة سلبية أخرى ورسمية مبطنة هذه المرة"، كما ردد على ظهر مركب "فلسطين" أكثر من مشارك سويدي ونرويجي.
بداية الرحلة
فجر 23 مايو/أيار كانت بداية انطلاق سفن أسطول الحرية لكسر حصار الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ عام 2006، من نقطة تجمعه في ميناء العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، المزدحم صيفا، بعد أن حضرت في 21 مايو سفينة "العودة" من ميناء بيرغن النرويجي، يقودها القبطان الشاب هيرمان ريكستين، وقد اختيرت التسمية قبل سنتين تقريبا، لتزامنها مع الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية. وفي الساعات التالية حضرت من ميناءي غوتنبرغ واستوكهولم في السويد سفينتا "الحرية" و"فلسطين" و"مايرد ماكوري" (اسم حائزة لجائزة نوبل للسلام)، في جهد بدأ منذ 10 سنوات من العمل التضامني، كما يقول رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار وأحد مؤسسي أسطول الحرية، زاهر بيراوي.
وجاءت فكرة الأسطول بعد محاولات عديدة لكسر الحصار البري، عبر الأراضي المصرية قليل منها نجح، والكثير تمت إعاقته، الأمر الذي شجع الناشطين الحقوقيين على محاولة فك الحصار بحريا في محاولات أثمرت في 23 أغسطس/آب 2008 عن وصول السفينتين "غزة حرة" و"يو إس ليبرتي" عبر قبرص تحملان على متنهما حوالى 40 ناشطا دوليا حقوقيا من 16 جنسية، كما يروي بيراوي لـ"العربي الجديد" قائلا إن "تأسيس التحالف الدولي لكسر الحصار انطلق في البداية من تجمع بعض المؤسسات الإغاثية، فيما اليوم أصبح مشكلا من 12 مؤسسة حقوقية وإغاثية وغير حكومية حول العالم".
وشكل أسطول الحرية الأول محاولة مهمة لكسر الحصار عن غزة، بعد أن قادته سفينة "مافي مرمرة" التركية، بمشاركة 750 ناشطا حقوقيا دوليا من 45 دولة قتلت منهم قوات الاحتلال 9 في المياه الدولية بعد هجومها على السفينة التركية، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه المشاركون فجر 31 مايو/أيار 2010 "إلا أن المجموعة الحالية، لم تتراجع عن إصرارها في خوض التجربة ثانية"، كما يؤكد الناشط الكندي، كيفين ناش، الذي كان على ظهر مرمرة وتعرض للضرب والاعتقال والطرد، كما غيره ممن يعيدون اليوم المحاولة على ظهر سفينة "العودة" المشاركة في المحاولة الحالية.
كم كلفت الرحلة؟
يتقاسم المشاركون في الرحلة، تكاليف سفن أسطول الحرية الثاني، ومن بينهم الناشطة الإسبانية اليهودية المعادية للصهيونية زوهر ريغيف، والتي أكدت أن "تغطية تكاليف هذه الأساطيل تأتي من تبرعات أشخاص ومؤسسات".
وتضيف ريغيف لـ"العربي الجديد": "تحالف أسطول الحرية يتقاسم، بمنظماته التي يتشكل منها، مهمة جمع تكاليف الرحلات، ونحن لا نقبل على الإطلاق أن تكون ممولة من قبل حكومات".
وعانى المشاركون من عقبات مالية، كما يقول بيراوي، وهو أحد الشخصيات الفاعلة في قضايا التجهيزات اللوجستية والإعلامية لهذه الأساطيل، والذي كشف عن أن كلفة الرحلة بلغت ربع مليون يورو، أكثرها في تأمين المراكب عبر شرائها مستعملة بأسعار معقولة جدا من ملاكها في الدول الاسكندنافية إذ إن بعضها بني في الستينيات".
مشكلة البحث عن هذه السفن وشرائها وتجهيزها وقعت أيضا على عاتق النشطاء الاسكندنافيين، وعن هذا الأمر يكشف لـ"العربي الجديد" المهندس المعماري النرويجي يان بيتر هامرفولد، الذي تحمل مسؤولية إصلاح وإعادة تأهيل السفينة المسماة بـ"العودة" وتعديلها لتتحول من سفينة صيد نرويجية إلى سفينة ركاب، وإن بشكل متواضع، خلال أصعب أشهر شتاء 2018، أن "مفاوضات شراء سفينة العودة شهدت شرح أهداف الرحلة للبائعين، وقدر هؤلاء مهمتنا وقاموا بتخفيض ثمنها إلى أدنى حد".
واستفاد فرع التحالف الدولي لكسر حصار غزة في السويد من إجبار دولة الاحتلال على دفع تعويضات عن سفينة استيللا، التي احتجزها الاحتلال قبل سنوات في أشدود، في إحدى محاولات كسر الحصار، ليعاد بالمبلغ، وبعض التبرعات، تمويل شراء المراكب السويدية المشاركة في الأسطول الحالي.
ويحرص القائمون على الأسطول على تأكيد "الاستقلالية المالية" للأسطول درءا "لأية ادعاءات من الحركة الصهيونية بأننا نتبع طرفا ما"، وفقا لما ذكره لـ"العربي الجديد" منظمو الرحلة، الذين أكدوا أنه "في حال الوصول إلى غزة فسيكون من الممكن بسرعة إعادة سفينة العودة مرة ثانية لتجهيزها لتعمل في الصيد وإهدائها مع بقية المراكب للصيادين الفلسطينيين، وحتى يمكن لاحقا عمل متحف لهذه السفن في قطاع غزة" كما يقول بيراوي.
ويؤمن نشطاء في الموانئ، التي تصلها السفن مستلزمات مختلفة لاستمرار المهمة، ويشمل ذلك كل الاحتياجات الحياتية البسيطة للمعيشة على متن السفن، فيما تتقاسم المنظمات المشاركة في حملة كسر الحصار تكاليف وقود خزانات السفن لاستمرار الرحلة.
ويضع القائمون على هذا الأسطول وعاء عند سلم السفينة لمنح المارة إمكانية التبرع المالي للأسطول، ووفقا لما وثقه "العربي الجديد" المشارك في الرحلة على متن سفينة "العودة" فإن ما تتلقاه من تبرعات لا يتجاوز 200 يورو إلى 300 يورو في الوقفات التي تتم، كما تجرى نقاشات حول تقاسم تكلفة وقود الرحلة الذي يصل إلى 2400 ليتر للمركب في محطات التزود بالوقود البحرية في الميناء.
وتتكفل الجاليات الفلسطينية في نطاق وجود الأسطول في أوروبا، سواء منذ الانطلاق، أو عبر مسارات الرحلة، بتزويد المراكب، وخصوصا "العودة" المجهز بثلاجات ومكان واسع للتخزين، بكل الاحتياجات الغذائية، إلى جانب ما يقوم به النشطاء الغربيون في المدن التي يصلها الأسطول لتأمين كثير من احتياجات الأسطول، بما فيها قطع غيار وإصلاحات وغسيل وتأمين حمامات للمشاركين، حيث لا يمكن على متن المراكب الاستحمام سوى بالماء المالح، إن توفر عبر مضخات ترهق محركات المراكب وتصيبها أحيانا بأعطال يضطر البحارة إلى إجراء إصلاحات عديدة عليها.
محاولات اختراق
"يواجه القائمون على أسطول الحرية إصرارا صهيونيا لعرقلة أي نشاط يكشفهم ويحرجهم، إذ يستخدمون كل وسائل الضغط لمنع وتأخير الأسطول وتنغيص مهمته"، بحسب ما يذكر العضو المؤسس لأسطول الحرية زاهر بيراوي.
وعلى ظهر مراكب أسطول الحرية لا يغيب عن لسان النشطاء المخضرمين والمشاركين لمرات عديدة تعبير "اللوبي الصهيوني" و"الموساد". ويقول أحد المشاركين في المحاولات السابقة والحالية، يان بيتر، أن "لوبيات الدولة الصهيونية وأجهزتها الأمنية تعمل وتتابع بشكل لصيق تحركاتنا، وما تلك الحركات التي تبدو عفوية في احتجاج بعضهم ونعتنا بالإرهاب، سوى جزء من التشويش الذي تشارك فيه بعض الصحافة اليمينية الأوروبية".
يشير يان بذلك إلى ما واجهه الأسطول من أحداث بدت غريبة للمشاركين في "مصادفتها مع الرسو في ميناء كييل شمالي ألمانيا، إذ ظهر بشكل مفاجئ شباب يحملون العلم الإسرائيلي ويهتفون ضد المشاركين وضد "حماس". كما ظهر بعدها اثنان ادعيا أنهما صحافيان وطرحا أسئلة غريبة لا علاقة لها بما نقوم به"، يقول يان، ثم يضيف "سألونا مع من تتواصلون الآن في غزة؟ من سيستقبلكم من "حماس"؟ كم تتقاضون من الفلسطينيين للمشاركة؟ وعقب الانتهاء سألنا الصحافيان، ألا يفترض أن تأخذوا أسماء من تحدثتم معهم، وكانت إجابتهم سريعة، لدينا كل الأسماء، وحين أصررنا على معرفة الوسيلة الإعلامية التي يعملون لها، قالوا طلب منا إجراء اللقاء لمصلحة مؤسسة توثق الرحلة"، الأمر الذي لفت انتباه القائمين على الرحلة كما تقول لـ"العربي الجديد" الناشطة السويدية ايفيند ايرفلين المشاركة على متن سفينة "الحرية".
الترهيب والتخويف
عمليات الترهيب والتخويف التي تقوم بها اللوبيات الصهيونية يؤكدها "الناشطون على الأرض"، والذين يشكلون رديفا للأسطول في المدن الأوروبية والموانئ، إذ يضغط الصهاينة لمنع إقامة النشاطات المترافقة مع وصول أو مغادرة سفن الأسطول، ففي أمستردام حاول هؤلاء منع الحملة المؤيدة، في لجنة فلسطين من استئجار المراكب التي قامت بتظاهرة مائية في قنوات المدينة، وبحسب ما يؤكده الناشطون الحقوقيون لـ"العربي الجديد": "طلب بعض العاملين في البلدية من أصحاب المراكب عدم رفع علم فلسطين وأية شعارات سياسية تدعو للمقاطعة، والمفاجئ أن بعض أصحاب المراكب تبرعوا بوقتهم ومراكبهم نكاية بالضغوط وجرى الالتفاف على شروط البلدية، ولكن الشرطة لم تفارق المياه وقامت بتصوير كل المشاركين".
وفي ألمانيا بدا الاحتجاج اليهودي سريعا "وخصوصا لناحية ربط الأسطول بما يسمونه الإرهاب، وبأنه أسطول يدعو للعنف، وحاولوا منع المشاركين من القيام بفعالية احتفالية لاستقباله في كييل وفليامسهافن، ميناءي الرسو"، بحسب ما تقول شابة منظمة من "بي دي إس" (لجان لمقاطعة إسرائيل) والتي خشيت أيضا أن تكشف عن اسمها الحقيقي "لحساسية وظيفتها وإمكانية طردها منها بفعل نفوذ الصهاينة" كما تقول.
مواجهة الضغوط
تكررت أثناء رسو سفن الأسطول في أكثر من ميناء عمليات حضور سيارات، يختلس ركابها الذين يرتدون ملابس رسمية تصويرا متتاليا وبآلات حديثة للمراكب في أوقات مختلفة أكثرها فجرا، كما أكدت المتضامنة الكندية هيذر في تقريرها الصباحي لطاقم سفينة العودة بعد انتهاء "نوبة الحراسة".
ولا تستثني نوبات الحراسة أحدا على متن القوارب، إذ يؤكد القائمون على الأسطول أهميتها في كل الموانئ "لما عانوه عمليا من تخريب متعمد للسفن، والتي كادت أن تقتل المشاركين في محاولة لكسر الحصار جرت في عام 2015"، كما يقول المهندس يان بيتر والذي يتهم "الموساد" في تلك العملية قائلا "لن يتردد هؤلاء في تنفيذ مثيلاتها في موانئ أخرى".
بدا الجو في أمستردام أكثر وضوحا في عدائيته لهذا الأسطول "فالصحافة والسياسيون (اليمينيون) كانوا يرددون دعايات سلبية عن مقصد هذا الأسطول، بل نعت المشاركون فيه بمعاداة السامية، وهي تهمة لا تصدر سوى عن مؤيدي الدولة الصهيونية"، بحسب ما ذكرت لـ"العربي الجديد" الناشطة المعارضة والرافضة للاعتراف بدول الاحتلال ليلي فان دين بيرخ البالغة 80 عاما والتي تتزعم منذ 1988 حركة "نساء بالأسود" في هولندا (Women in Black) التي تحتج أسبوعيا أمام البرلمان الهولندي وشوارع مهمة في شتى المدن، وتدعو إلى "مقاطعة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها لأجل السلام والعدالة لفلسطين".
وتعتبر ليلي شخصية معروفة بعداءها للصهيونية، وتتهم بالتطرف من قبل مؤيدي دولة الاحتلال، رغم أصولها اليهودية، وتخرج على الإعلام باتهامات صريحة "الحركة الصهيونية قامت باختطاف فتيات وفتية صغار في عام نهاية الحرب العالمية الثانية وجلبتهم إلى دولتهم المزعومة، بمن فيهم أختي التي تنظر اليوم إلى هذه الدولة بأنها أكبر كارثة حصلت لليهود"، وهو ما قالته لـ"العربي الجديد" على متن أحد مراكب الاحتجاج في أمستردام.
مشاركة حركات محاربة الأبرتهايد
شاركت في فعاليات استقبال ووداع أسطول الحرية، أسماء معروفة وحركات حقوقية مشاركة في محاربة "دولة الأبرتهايد" في جنوب أفريقيا، ففي أمستردام يلتقي النشطاء الحقوقيون، والمعروفون في وسائل الإعلام المحلية بـ"النواة الصلبة لكسر دولة الأبرتهايد" مع زملاء لهم قدموا من الولايات المتحدة الأميركية وكندا نشطت فيها تلك الحركة حتى بداية التسعينيات، ووفقا لما وثقه معد التحقيق يتزايد توجه هؤلاء الناشطون لتشبيه دولة الاحتلال الإسرائيلي بما كانت عليه دولة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ليشمل تبني للشعارات والملصقات ذاتها، وتلك خطوة يرى فيها حلفاء دولة الاحتلال "خطورة ستؤدي في النهاية إلى تنامي الوعي الشعبي وبالتالي الضغط على المؤسسات الأوروبية، كما نفعل في هولندا لوقف التعامل الاقتصادي التفضيلي مع دولة الاحتلال، وإنهاء التعاون بين مدنه ومدن أوروبية، ضمن سياسة احتجاجية ضاغطة لانهاء الاحتلال"، كما تقول الناشطة الثمانينية ماريان في حديثها لـ"العربي الجديد" وهي تعتبر وجها مميزا في محاربة دولة الأبرتهايد منذ الستينيات.
اتهامات بمعاداة السامية... لا سوق لها الآن
ما يزعج اللوبي الصهيوني في أوروبا، وفقا لبرلمانيين وباحثين، ودبلوماسيين سابقين، تحدث إليهم "العربي الجديد" في أمستردام أن "ترافق هذا الأسطول مع تسليط الضوء على ممارسات القتل على حدود قطاع غزة، وتزامنه مع ذكرى النكبة التي أصبحت تقتحم الخطاب السياسي الأوروبي، وهو ما يعري عمليا زيف شعار صهيوني قديم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، ويمنح زخما لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات الأوروبية من دولة الاحتلال، رغم محاولات تجريم عمل المقاطعة أوروبيا، وهو ما لا يترك لهم هامش مناورة كبيرا سوى باتهام المشاركين بمعاداة السامية، وتلك تهمة سخيفة لشخص مثلي من أصول يهودية ومن عائلة نجت من المحرقة، وترفض الاعتراف بما يسمى دولة يهودية"، وفقا لما يذكر لـ"العربي الجديد" الباحث الهولندي في التاريخ والعلاقات الدولية بيبيان براندون من جامعة أمستردام.
ويرى زاهر بيراوي أن "تنامي الأصوات المؤثرة والداعية للمقاطعة، تزامنا مع مسار أسطول الحرية ووصوله إلى برلمانيين أوروبيين بالطبع يمثل قلقا لدولة الاحتلال واللوبيات الصهيونية"، وفي ذات الاتجاه ذهبت عضو البرلمان الهولندي عن حزب الخضر اليساري ايزابيللا ديكس التي تقول إنه "بات من الضروري أن نشكل ضغطا برلمانيا على حكومة بلدنا اليمينية والمؤيدة لاسرائيل لإجراءات ضد الإفلات من مخالفة القانون الدولي، ونحن مع فرض إجراءات عقابية، بما فيها المقاطعة الاقتصادية وسحب الاستثمارات والعمل مع البرلمان الأوروبي لوقف التعاون التفضيلي وتوريد السلاح إلى دولة الاحتلال".
وتذهب عضو البرلمان الهولندي عن الحزب الاشتراكي، ساديت كيرابولوت، للمطالبة برفع الصوت عاليا "داخل وخارج البرلمان لتشكيل جبهة عريضة لمحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ولضرورة الضغط العلمي لرفع الحصار عن غزة والاعتراف بالحقوق التاريخية للفلسطينيين في أرضهم".
كل هذه المواقف وغيرها، وخصوصا من شخصيات أكاديمية وكتاب مثل كوني بريام المكافحة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومن الدبلوماسي الهولندي السابق إريك أدر، لرفض "وصم كل انتقاد لدولة الاحتلال على أنه معاداة للسامية في محاولة لإسكات الأصوات وقمع حرية الرأي والتعبير"، تأتي في الوقت الذي كانت المشاركة في استقبال أسطول الحرية تتسع في هولندا التي ينشط فيها اللوبي الصهيوني بشكل يربطه بعضهم بـ"تاريخية العلاقة بين الحركة الصهيو-مسيحية الأوروبية ودولة إسرائيل". ويذكر بعض السياسيين والناشطين في أمستردام لـ"العربي الجديد" أن "هذا النشاط الصهيوني يبدو غير قادر اليوم على مجاراة التحركات الرافضة للاحتلال لو جرى تبنيها عربيا، ودعمت بشكل رسمي كما فعلت الدول الأفريقية ضد دولة الأبرتهايد لكان الأمر اليوم مختلفا، وهو ما نأمل أن يصبح أمرا واقعا في المستقبل القريب"، وفقا لما قاله لـ"العربي الجديد" رئيس فرع أمستردام لحزب "دينيك" (خليط من يسار ومسلمين) وعضو مجلس المحافظة المنتخب المغربي الأصل مراد التينتي.