لامس اليورو 1.20 دولار، اليوم الثلاثاء، بارتفاعه إلى ذروة جديدة عند أعلى مستوى في 28 شهراً، بينما ضعفت العملة الأميركية لأقل مستوى في عدة أعوام تأثراً بسياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وسط تباين واضح في مؤشرات الأداء الاقتصادي لمنطقة اليورو.
ووبلغ اليورو 1.1997 دولار في التعاملات في آسيا، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار 2018، ليسجل مكاسب 7.5% في 3 أشهر، بعدما شجع إعلان مجلس الاحتياطي (البنك المركزي الأميركي)، الأسبوع الماضي، قبول فترات تشهد معدل تضخم أعلى والتركيز علي متوسط معدل التضخم ومعدلات توظيف أعلى المتعاملين على بيع الدولار.
وضغطت الضبابية السياسية في الولايات المتحدة قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني والمخاوف بشأن وتيرة تعافي الاقتصاد الأميركي على الدولار، وكان اليورو المستفيد الأكبر.
وفي أحدث تعاملات، صعدت العملة الأوروبية الموحدة 0.3% إلى 1.1968 دولار. ونزل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من منافسيها، 0.2% إلى 91.954 بعدما سجل أقل مستوى منذ إبريل/نيسان 2018 في وقت سابق، وفق بيانات وكالة رويترز.
مؤشر المصانع
وأظهر مسح، اليوم الثلاثاء، أن نشاط التصنيع بمنطقة اليورو ظل على مسار الانتعاش الشهر الماضي، لكن مديري المصانع كانوا قلقين من الاستثمار وتوظيف العمال مع تفشي جائحة فيروس كورونا. وارتفع الإنتاج الصناعي، الذي لم يتعرض لانخفاض حاد مثل قطاع الخدمات خلال ذروة الوباء، للشهر الثاني على التوالي.
وانخفضت القراءة النهائية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لمديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية لتسجل 51.7 من 51.8 في يوليو/تموز، لتتماشى مع القراءة الأولية الصادرة في وقت سابق ولترتفع بشكل مريح فوق علامة 50 التي تفصل النمو عن الانكماش.
وارتفع مؤشر يقيس التغير في الإنتاج إلى 55.6 من 55.3، أي أقل بقليل من القراءة الأولية عند 55.7 ولكن عند أعلى مستوى منذ إبريل/ نيسان 2018. ويغذي هذا المؤشر مؤشرا مجمعا لمديري المشتريات من المقرر صدوره يوم الخميس ويُنظر إليه على أنه مقياس جيد لمتانة الاقتصاد.
معنويات المستهلكين
وفي أواخر الشهر المنصرم، أظهرت أرقام أن معنويات المستهلكين في منطقة اليورو ارتفعت 0.3 نقطة مئوية في أغسطس/آب مقارنة مع قراءة يوليو/تموز. وقالت المفوضية الأوروبية إن تقديرا أوليا أظهر أن معنويات المستهلكين في منطقة اليورو ارتفعت إلى -14.7 هذا الشهر من -15 في يوليو/تموز.
كان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أنها ستظل مستقرة عند -15. وفي الاتحاد الأوروبي بأكمله، ارتفعت معنويات المستهلكين 0.1 نقطة مئوية إلى -15.5.
تعافي الاقتصاد
وأظهر مسح قبل نحو 10 أيام أن تعافي اقتصاد منطقة اليورو من أكبر تراجع له على الإطلاق تعثر هذا الشهر، على الأخص في قطاع الخدمات، إذ تآكل الطلب المكبوت الذي انطلق الشهر الماضي بفضل تخفيف إجراءات العزل العام الهادفة لمكافحة فيروس كورونا.
وانخفضت القراءة الأولية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لمديري المشتريات، الذي يعتبر مقياسا جيدا لمتانة الاقتصاد، إلى 51.6 من قراءة نهاية في يوليو/تموز عند 54.9، ما يشكل مثار قلق لصانعي السياسات.
ووتراجع مؤشر يقيس الأنشطة الجديدة إلى 51.4 من 52.7، ومجددا جاء جزء من النشاط في أغسطس/آب من استكمال الشركات لأعمال متراكمة.
في غضون ذلك، تعثر النمو في قطاع الخدمات المهيمن على التكتل، إذ نزل مؤشر مديري المشتريات للقطاع إلى 50.1 من 54.7، ليهبط دون جميع التوقعات في استطلاع أجرته رويترز تنبأ بانخفاض طفيف إلى 54.5.
وفيما يضعف الطلب، خفضت شركات الخدمات عدد الموظفين للشهر السادس وبوتيرة أكثر حدة مقارنة مع يوليو/ تموز. وتراجع مؤشر التوظيف إلى 47.7 من 47.9.
فائض المعاملات الجارية
وكانت بيانات من البنك المركزي الأوروبي أظهرت الشهر الماضي، أن الفائض المعدل لميزان المعاملات الجارية في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة زاد إلى 20.69 مليار يورو في يونيو/حزيران من 11.27 مليار يورو في مايو/أيار، إذ ارتفع الفائض التجاري.
وفي الاثني عشر شهرا حتى يونيو/حزيران، انخفض فائض ميزان المعاملات الجارية للتكتل إلى 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي من 2.6% في السنة السابقة، في الأغلب بسبب تراجع فائض تجارة الخدمات وتقلص تدفق الدخل الأولي، الذي يتضمن الأرباح من استثمارات خارجية.
التجارة
وقفز فائض تجارة منطقة اليورو مع بقية دول العالم في يونيو/ حزيران إلى 21.2 مليار يورو (25 مليار دولار)، إذ فاق انخفاض واردات التكتل من السلع تراجع الصادرات في ظل هبوط عالمي للتجارة بسبب جائحة كوفيد-19. وقال مكتب الإحصاءات الأوروبي يوروستات إن التكتل شهد أيضا في الربع الثاني من 2020 أسوأ هبوط مسجل على الإطلاق للتوظيف.
كما أكد يوروستات الانخفاض القياسي في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو في الربع الثاني والذي تراجع 12.1% مقارنة مع الأشهر الثلاثة الأولى من العام. وقال يوروستات إن فائض تجارة يونيو/حزيران كان أعلى مقارنة مع مستواه قبل عام حين سجل التكتل فائضا إيجابيا بواقع 19.4 مليار يورو. وتفوق القراءة إلى حد كبير توقعات السوق بفائض 12.6 مليار يورو.
والفائض يزيد عن مثلي المسجل في مايو/أيار حين سجل التكتل فائضا بقيمة 9.4 مليارات يورو. والتحسن على أساس سنوي ناجم عن انخفاض الواردات 12.2%، وهو ما عوض وبزيادة تراجع الصادرات 10%، بحسب ما أظهرته تقديرات يوروستات. وسجل الاتحاد الأوروبي الأكبر حجما، والمؤلف من 27 دولة، فائضا بقيمة 20.7 مليار يورو في يونيو/حزيران، أيضا بسبب انخفاض أكبر في الورادات مقارنة مع الصادرات.
والتوظيف والبطالة
وفي بيان منفصل، الشهر الماضي، قال يوروستات إن التوظيف بمنطقة اليورو في الفترة من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران انخفض 2.8% مقارنة مع الربع السابق، وهو أكبر انخفاض منذ بدء جمع البيانات في 1995.
واليوم، الثلاثاء، أظهرت بيانات أن عدد العاطلين من العمل في ألمانيا انخفض للشهر الثاني على التوالي في أغسطس/آب، ما يشير إلى أن سوق العمل في أكبر اقتصاد في أوروبا تتعافى بعدما تضررت من أزمة فيروس كورونا.
وقال مكتب العمل إن عدد الأشخاص العاطلين من العمل المعدل في ضوء العوامل الموسمية انخفض بمقدار 9 آلاف، إلى 2.915 مليون. وظل معدل البطالة المُعدل في ضوء العوامل الموسمية دون تغيير عند 6.4%.
وقال مكتب العمل إن عدد الأشخاص الذين يعملون ضمن برنامج لعدد ساعات عمل وأجور أقل، والذي يستمر في حماية سوق العمل من وطأة جائحة فيروس كورونا، انخفض إلى 5.36 ملايين في يونيو/حزيران، من 5.82 ملايين في مايو/أيار.