دخلت بعض الأغاني التركية والكردية نهجاً توعوياً، وهذه المرة بما يتناسب وبرودة الطقس التي تشهدها البلاد، إذ تعيش تركيا منذ نحو شهر، بواقع درجات حرارة منخفضة جداً، وصلت ببعض المناطق إلى أكثر من 8 تحت الصفر، مترافقة مع هطول ثلجي، كما عاصفة اسطنبول أخيراً، لم تشهده البلاد منذ أعوام طوال.
ووفق النهج الجديد، قدّم المغني الكردي أيدن أيدن، في مدينة هكَاري جنوب شرقي تركيا، أغنية "لا تُقبَلني"، يحذر خلالها جمهوره من التقبيل خلال الشتاء، لأنه ينقل الأمراض، وفي مقدمتها الإنفلونزا.
ولقيت أغنية "لا تُقبلني" اهتماماً كبيراً في أوساط قرية "باغيشلي" في هكاري فور غنائها، والتف كثير من الشباب والأطفال حول أيدن، مرددين وراءه كلمات الأغنية، وسط أجواء ارتفعت فيها الصيحات والتصفيق.
ومن كلمات الأغنية "إياك أن تقبلني، أنا مريض فلا تقبلني، ولا تصر على ذلك فأنا مصاب بالبرد ... أبي وأمي إن كنتما تحبانني فلا تقبلاني، قرية باغيشلي في هكاري منعت التقبيل".
ويقول المطرب الشعبي أيدن "على الرغم من عدم معرفة الناس أضراره، إلا أن التقبيل يُسهم بشكل كبير في انتشار عدوى الإنفلونزا بيننا، ما دفعني للتفكير في تحضير أغنية، لتوعية تركيا في هذا الموضوع".
ويعتبر في تصريحات صحافية أنّ "التقبيل مشكلة يعاني منها مئات الآلاف، وهو مصدر إزعاج لكثير من رجال الأعمال والفنانين والسياسيين وكثير من الأشخاص"، داعياً الأسر التركية إلى السعي لمنع التقبيل فيما بينهم أولاً، ثم في الأماكن المزدحمة والأفراح والتجمعات العامة.
وختم المطرب الشعبي التركي، أنه يعي أن التقبيل حق مكفول للجميع، وأحياناً نقبل الأطفال للتعبير عن حبنا، لكنّ هذا يؤدي إلى نشر عدوى الإنفلونزا ونزلات البرد بينهم.
ولاقت أغنية أيدن قبولاً بأوساط تركية، بل تحولت إلى فعالية ودعوة لوقف التقبيل، ورفع عدد من المشاركين في الفاعلية، لوحات كتب عليها "لا تقبلني"، و"ممنوع التقبيل في قريتنا"، وأفواههم مغطاة بالكمامات، داعين للاكتفاء بتبادل التحية بالأيدي.
وفي هذا السياق، يقول الإعلامي، سردار ملّا درويش "قلما تأخذ الأغنية الكردية خاصة والتركية بشكل عام، البعد التوعوي، إذ عادة ما تركز على الملاحم ونقل التاريخ الشفوي القديم للأجيال الحديثة عبر الأغاني، أو، وهو الغالب، تتطرق الأغاني الكردية للقصص العاطفية والحنين" .
ويضيف لـ"العربي الجديد" "ولكن يبدو أن برودة الطقس أولاً، ولاحتفاظ الأكراد بطريقة التقبيل من الوجنتين وليس عبر ملامسة الرؤوس(كما عند الأتراك)، يزيد انتقال العدوى بالشتاء، وبالأخص كالذي نعيشه، إذ أتوقعه الأقسى منذ عشر سنوات، ما دفع المطرب ايدن لهذه الصيحة التي نالت قبولاً، وباتت أقرب إلى الدعوة العامة والفاعلية في جنوب شرق تركيا".