أفراح وأغانٍ شعبية في فلسطين بتأهّل الجزائر

27 يونيو 2014
فلسطين تساند الجزائر منذ بداية المونديال (getty)
+ الخط -

شهدت الأراضي الفلسطينية فرحاً عارماً بعد تأهل منتخب الجزائر للدور الثاني من مونديال البرازيل، حيث ازدحمت شوارع رام الله في الضفة الغربية، في مشهد رُبما عاشه الشارع ذاته عندما حمل منتخب فلسطين، قبل شهر من الآن، لقب كأس التحدي وبلغ نهائيات آسيا.

وبكى الفلسطينيون فرحاً، وتعالى الضجيج في القرى المقدسية المعزولة بالجدار عن القدس المحتلة شرقاً، ليلتحم مع تكبيرات المقدسيين داخل الأسوار، لتزيح الجدار بعيداً رغم الاحتلال.

بكاء فرحاً بالجزائر
وعبّر المواطنون عن فرحتهم في مشهد ساهم في طرد الألم الذي زرعه الاحتلال في قلوبهم، وسط هتافات لجزائر العرب، وجماهير جزائرية رفعت علم فلسطين في حدث كبير ككأس العالم.

ولم يستطع حمزة إبراهيم التعبير عن فرحه، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، بعد فوز محاربي الصحراء حين قال والدموع تنهمر من عينيه: "أبكي، وكأن فلسطين فازت"، وراح يقفز مع الشبان الفرحين بذلك الفوز، ويردد معهم: "تحيا الجزائر"، كما لو أنها تحيي فلسطين. والحال ذاته كحال جميع الذين تابعوا المباراة في مقهى تابع لأحد الأحياء بقرية السواحرة، جنوب شرقي القدس، التي قتل الجدار العازل كل مظاهرها الاجتماعية حين شطرها إلى نصفين، وأبعدها عن الفرح.

فرحٌ يعمّ المدن
ولم يختلف الحال في القدس وبيت لحم والخليل ونابلس وجنين وباقي المدن التي خرج الجميع فيها للشوارع، حيث عمّ الفرح وأطلقت الألعاب النارية في السماء، رافقتها أبواق السيارات التي غيّرت معالم الليل الهادئ في تلك المدن، وأحيت شوارع كان الاحتلال قد فرض عليها إخلاءً قصرياً بفعل اقتحاماته الليلية لها في عملية عسكرية طويلة لكل الضفة الغربية، فيما جابت السيارات شوارع بعض القرى في مسيرات مُبتهجة بفوز "الخضر" الذي رفع علم فلسطين في المدرجات.

وتحركت عاطفة الفلسطينيين كثيراً، بعد هدف التعادل الذي نقل الجزائر إلى الدور الثاني، بعدما شاهدوا على الشاشة الصغيرة علم بلادهم يلوّح به الجمهور الجزائري في البرازيل، لتشتعل المقاهي وسط التكبيرات ممّن تحركت مشاعرهم تلقائياً لأن فلسطين ما زالت تسكن في قلوب العرب، وفق ما قاله المشجعون حين سألناهم عن شعورهم وعلمهم يرفرف في المدرجات.

ورصدت "العربي الجديد" مظاهر الفرح في الضفة الغربية، وتحدثت إلى العشرات من المنتشين بالانتصار.

ويقول أبو أمل: "نعم سنحتفل بالجزائر، قليل من العروبة قد تحيي الثورة الجزائرية، فنكررها هنا في فلسطين، والجزائر ستبقى حاضنة العروبة، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر وفلسطين، وسوريا ولبنان، والخليج، وكل بلاد العرب". ويردد: "بلاد العُرْبِ أوطاني، من الشام لبغدان، ومن نجدٍ إلى يمنٍ، إلى مصرَ فتطوانِ".

بينما يرى أياد ربيع في تأهل الجزائر إلى الدور الثاني انتصاراً لآلام الأسرى.. والجماهير الفلسطينية تابعت وشجعت محاربي الصحراء، وذرفت الدموع قبل أن تُذرَف دموع الجزائريين أنفسهم، ويقول: "نحن شعب بحاجة إلى الانتصار في كل شيء، ينقصنا الفرح". ويضيف: "اليوم كل الفلسطينيين كانوا جزائريي الانتماء، كما كان الجزائريون فلسطينيي الانتماء".

من جهته، قال عدي جمهور: "تأهل المنتخب الجزائري، يجعلنا نقول إن العرب بات لهم حاضراً ومستقبلاً لا يُخشى عليه، وأنا كفلسطيني أقول هنيئاً للجزائر التي فرّحتنا".

أما بسام حميد، فلم يستطع وصف شعوره، وأشار إلى أن المبيت هذه الليلة سيكون بطعم الفرح، وبارك للجزائر وفلسطين معاً، وتمنى لهم التوفيق في مبارياتهم المقبلة، وكرر مباركته لفلسطين التي يتغنى بها الجزائريون في مدرجات البرازيل، قائلاً: "شعور لا يوصف".

ومَن لم يستطع النزول إلى الشوارع، سرعان ما توجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي اكتست حلتها الجزائرية الكاملة، فلا يوجد فلسطيني هنا إلا نشر مباركة عن فوز الجزائر، فيما أخذت العاطفة الفلسطينية تنتفض في وجه الحزن ببضعة حروف خطها أصحابها على حساباتهم الخاصة.

استطاع حب الجزائريين لفلسطين، أن يدفع بالصغار والكبار إلى إعلان "الفرح"، هنا في الضفة الغربية، كردٍ للجميل، متعالين على كل مظاهر القسوة التي تعيشها المدن من ويلات احتلال سلب الفرح منهم، وليكون النشيد الذي ردّدته كل فلسطين الليلة: "قسماً بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات... والبنود اللامعات الخافقات، في الجبال الشامخات الشاهقات.. نحن ثرنا فحياة أو ممات، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا".

المساهمون