ألبوم "سوارات" لميس حرب

أطلقت الفنانة السورية، ميس حرب، ألبومها الغنائي الثاني "سوارات"، خلال احتفال جماهيري أقامته قبل أيام على مسرح دار الأوبرا في العاصمة السورية دمشق. ضم الألبوم ست أغنيات، قامت حرب بتلحينها تحت إشراف زوجها الموسيقي، رشيد هلال، الذي قام بعملية التوزيع الموسيقي لأغاني الألبوم. 

أغانٍ متنوعة المضامين والقوالب الموسيقية، يظهر من خلالها محاولات حرب الجادة في استكمال رسم معالم الأغنية الملتزمة غير التجارية، وتطويرها بما يتناسب مع الذائقة الواعية، ضمن نمط موسيقي حديث تسعى إليه، منذ إطلاق ألبومها الغنائي الأول "خيطان الشمس" عام 2016.

ولكن، رغم أن ألبومها الجديد شهد بعض التغييرات والإدخالات الغربيّة، إلا أنه يُعدُّ أقل جودةً من ألبومها الأول، وقريب منه في بعض الخيارات التي قدمتها. ولكن، هذا لا يجعلنا بمنأى عن الاعتراف بأداء حرب المميز، صاحب الفضل الأكبر في عملية التوازن أمام ما تطرحه من أعمال تجريبية، تظهر من خلالها الجهود التي تبذلها لإنشاء نمط موسيقي خاص بها.

في المقابل، يشي العمل الجديد لحرب بما تمر به صناعة الموسيقى في سورية، وتأثيرها السلبي على الفنانين والموسيقيين السوريين. فبالرغم من شعبية حرب الكبيرة محليًا، إلا أن ضعف مقومات الإنتاج الفني، وشح الموارد المالية، ساهما في تأخير شهرة حرب الفنية كمنافسة في الساحة العربية. إذ لا تمتلك في رصيدها سوى ألبومين طوال مسيرتها الفنية. 

وعلى صعيد العمل الجديد، يبرز الخط التراثي، واحداً من الخيارات الغنائية التي تعتمدها حرب، ابنة محافظة السويداء، في طرح أعمالها الفنية إلى جانب نشاطاتها في المهرجانات والاحتفالات المحلية والعربية. ويظهر اهتمام حرب بفلكلور مدينة السويداء، وحرصها على تقديم ثقافة مدينتها الأم في هذا الألبوم، من خلال أغنية "موال"، وهي، كما عنوان الأغنية، عبارة عن موال تراثي غنته حرب بلهجة أهل السويداء. وكذلك أغنية "حلو القد" الفلكلورية من تأليف الشاعر سليمان مليح.



وتكتفي حرب من خلال هاتين الأغنيتين بتقديم الأغنية التراثية، وتنتقل بعدها إلى اللون الشعبي في أغنية "حلي"، وهي من تأليف فارس هلال، إذ تظهر في الأغنية ملامح من المسرح الرحباني، وما يتميز به من حوارات درامية تتسم بالشعرية الغنائية بشكل جلي. ثم تقدم أغنية "لو فينا"، ضمن إيقاع شرقي حزين وتقليدي.

وتختار حرب من أغنية "سوارات" للكاتب عصام حسن، نموذجًا مختلفًا عن باقي أغاني الألبوم، أو عن باقي أعمالها السابقة. إذ منحت هذه الأغنية لحرب مساحات صوتيّة تتماشى مع طبقات صوتها الرخيمة والطفولية. ويمكن الجزم، بأنّ هذه الأغنية أفضل ما قدمته حرب خلال مسيرتها الغنائية التي بدا واضحًا من خلالها علامات التجريب الغنائي والموسيقي التي تسعى حرب برفقة فرقتها "سيد درويش" إلى تطويرها. وعلى الرغم من أنها تجربة موفقة، لكن لا ننكر نمطيتها التي سبق لكثيرين من نجوم الغناء العربي، أمثال فيروز وماجدة الرومي وغيرهما، أن قدموا مثل هذا اللون الغنائي.

أغنية وحيدة تمَّ تقديمها على طريقة الفيديو الكليب حملت عنوان "شو هالحالة"، وهي من تأليف وألحان ميس حرب، مُقدَّمة بأسلوب هادئ ورومانسي على أنغام موسيقى "الريكي" الناعمة، تتخللها كلمات بسيطة، تشكِّل نموذجاً للأغنية المعاصرة.