(لدي حلم) حين قالها مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير قبل ما يزيد على خمسين سنة كان يتكلم عن واقع مأمول يحلم به ويتمنى أن يلقاه، فعاش لأجله وخلد العالم خطبته التي ما زالت محفورة على جنبات التاريخ الإنساني.
الحلم أعمق من الهدف وأطول مدة وأدوم حالاً، فالهدف سرعان ما ينتهي بمجرد تحققه، أما الحلم فيبقى ملازماً لكل شخص منا طول حياته يبذل له ماله ووقته وحتى روحه إن كان يستحق ذلك من وجهة نظرنا، وهذا ما يجعلنا ننخرط في العمل الإنساني لنصل لحال أفضل نسعى إليه.
ولولا الحلم لما كان هناك مؤسسات ووكالات إنسانية تضع خططاً وبرامج، وتنفذ مشاريع في أماكن شتى من الأرض، فالحلم تترجمه الرؤية والرؤية تبسطها الرسالة لتشرح آليات تنفيذها، والرسالة تحدد مسارها القيم.
الرؤية والرسالة والقيم هي الروح وإكسير الحياة الذي يغذي أي وكالة إنسانية، وهي القوة الخفية الملهمة التي تجعل شخصاً ما لا يرتبط بدوام محدد ولا يأبه لنوم أو راحة أو يوم عطلة أو دافع مادي، يتفانى في عمله ليشبع رغبة داخلية فيه لخدمة أفكار حية آمن بها ويضحي في سبيلها. فلولا الرؤية والرسالة والقيم لما كان هناك دافع للعمل والإنجاز.
الرؤية والرسالة والقيم هي المحددات التي تحدد نطاق عمل أي وكالة إنسانية، وهي بمثابة البوصلة التي تحدد الاتجاه في خضم أمواج الحاجة الإنسانية المتجددة وغير المحدودة، فترافق كل تفصيل صغير من تفاصيل عمل المنظمة ابتداءً من فتح أبواب المؤسسة صباحاً وحتى إغلاقها مساء كل يوم، وتترجم من خلال الخطط السنوية والخطط الاستراتيجية.
إن الرؤية والرسالة والقيم لأي مؤسسة هي بمثابة بصمتها التي تميزها عن غيرها من المؤسسات، وهي هويتها التي لا يمكن أن تنفصل عنها، فإن انفصلت عنها بدأت بالذبول والموت تدريجياً حتى تنتهي.
لا يكفي أن تكون المؤسسة تقدم برامج وتحوي ما بين جدران مكاتبها أساطيل من الموظفين الآلات الذين يقومون بمهامهم، وإنما المؤسسة التي يراد لها أن تدوم لا بد أن تترجم فيها الرؤية والرسالة والقيم إلى ثقافة يؤمن بها أفراد المؤسسة إيماناً لا يقل عن إيمانهم بمعتقداتهم الراسخة والثابتة، فإذا ما أقدموا على خطوة مهنية فإنهم يقرنونها بقيم المؤسسة ورؤيتها لا شعورياً فيدافع عنها جميع من في المؤسسة وينافح في سبيل تحقيقها.
كثيرة هي المؤسسات التي تبدأ بقيم هوية ورؤية واعدة وسرعان ما تتنازل عنها وتتقمص رؤية وقيم ورسالة الممول فتؤول إلى الاضمحلال وتدخل مرحلة الموت السريري.
في واقعنا أمثلة حية كثيرة ماتت فيها الأفكار الحية والرؤية الملهمة فماتت، وأخرى باعت رؤيتها وقيمها لجهة ممولة فبدلتها برؤية وقيم الممول فانفض عنها من كان يألفها ويساندها لأنها باتت روحاً أخرى.
إن ثلاثية (الرؤية والرسالة والقيم) هي سر "الصنعة" لأي مؤسسة ناجحة، ولأي حلم بدأ صاحبه مشوار تحقيقه.
(سورية)
الحلم أعمق من الهدف وأطول مدة وأدوم حالاً، فالهدف سرعان ما ينتهي بمجرد تحققه، أما الحلم فيبقى ملازماً لكل شخص منا طول حياته يبذل له ماله ووقته وحتى روحه إن كان يستحق ذلك من وجهة نظرنا، وهذا ما يجعلنا ننخرط في العمل الإنساني لنصل لحال أفضل نسعى إليه.
ولولا الحلم لما كان هناك مؤسسات ووكالات إنسانية تضع خططاً وبرامج، وتنفذ مشاريع في أماكن شتى من الأرض، فالحلم تترجمه الرؤية والرؤية تبسطها الرسالة لتشرح آليات تنفيذها، والرسالة تحدد مسارها القيم.
الرؤية والرسالة والقيم هي الروح وإكسير الحياة الذي يغذي أي وكالة إنسانية، وهي القوة الخفية الملهمة التي تجعل شخصاً ما لا يرتبط بدوام محدد ولا يأبه لنوم أو راحة أو يوم عطلة أو دافع مادي، يتفانى في عمله ليشبع رغبة داخلية فيه لخدمة أفكار حية آمن بها ويضحي في سبيلها. فلولا الرؤية والرسالة والقيم لما كان هناك دافع للعمل والإنجاز.
الرؤية والرسالة والقيم هي المحددات التي تحدد نطاق عمل أي وكالة إنسانية، وهي بمثابة البوصلة التي تحدد الاتجاه في خضم أمواج الحاجة الإنسانية المتجددة وغير المحدودة، فترافق كل تفصيل صغير من تفاصيل عمل المنظمة ابتداءً من فتح أبواب المؤسسة صباحاً وحتى إغلاقها مساء كل يوم، وتترجم من خلال الخطط السنوية والخطط الاستراتيجية.
إن الرؤية والرسالة والقيم لأي مؤسسة هي بمثابة بصمتها التي تميزها عن غيرها من المؤسسات، وهي هويتها التي لا يمكن أن تنفصل عنها، فإن انفصلت عنها بدأت بالذبول والموت تدريجياً حتى تنتهي.
لا يكفي أن تكون المؤسسة تقدم برامج وتحوي ما بين جدران مكاتبها أساطيل من الموظفين الآلات الذين يقومون بمهامهم، وإنما المؤسسة التي يراد لها أن تدوم لا بد أن تترجم فيها الرؤية والرسالة والقيم إلى ثقافة يؤمن بها أفراد المؤسسة إيماناً لا يقل عن إيمانهم بمعتقداتهم الراسخة والثابتة، فإذا ما أقدموا على خطوة مهنية فإنهم يقرنونها بقيم المؤسسة ورؤيتها لا شعورياً فيدافع عنها جميع من في المؤسسة وينافح في سبيل تحقيقها.
كثيرة هي المؤسسات التي تبدأ بقيم هوية ورؤية واعدة وسرعان ما تتنازل عنها وتتقمص رؤية وقيم ورسالة الممول فتؤول إلى الاضمحلال وتدخل مرحلة الموت السريري.
في واقعنا أمثلة حية كثيرة ماتت فيها الأفكار الحية والرؤية الملهمة فماتت، وأخرى باعت رؤيتها وقيمها لجهة ممولة فبدلتها برؤية وقيم الممول فانفض عنها من كان يألفها ويساندها لأنها باتت روحاً أخرى.
إن ثلاثية (الرؤية والرسالة والقيم) هي سر "الصنعة" لأي مؤسسة ناجحة، ولأي حلم بدأ صاحبه مشوار تحقيقه.
(سورية)