منذ استلامه مهام تدريب يوفنتوس، بدأ الجميع - تقريباً، بمقارنته بأنطونيو كونتي، بناءً على أداء ماسيميليانو أليجري مع فريقه السابق آي سي ميلان، وعلى الرغم من مرور سبع عشرة مباراة حتى الآن، لا تزال مقارنته بأنطونيو كونتى غير عادلة للمدربَين على حد سواء. لكن، سبع عشرة مباراة تكفي لتقييم بعض الأمور وتحليلها.
بالرغم من فوزه في موسمه الأول مع ميلان بالسكوديتو، إلا أن حقبة أليغري مع ميلان لم تكن مُبهرة ولم تترك ذلك الانطباع الإيجابي. مع العلم أن الجميع يعلم تماماً أن انهيار ميلان في المواسم السابقة لم يكن بسبب أليجري أو أي مدرّب آخر، لكن ما زال هناك بعض الهفوات والنقاط السلبية التي تُحسب عليه، كتركه لاعبا مثل آندريا بيرلو يرحل عن الفريق، وعدم إعطاء الفرصة الكاملة للاعب مثل ستيفان شعراوي، للاستفادة من مهاراته التي احتاجها آي سي ميلان كثيراً في الفترة الأخيرة.
مع يوفنتوس، بدأ ماسيميليانو أليجري بطريقة ذكية تُحسب له، وصفها البعض "بالجبانة"، وهي اعتماد طريقة مدرّب الفريق السابق في أوّل بضع مباريات له، ليتمكّن شيئاً فشيئاً من فرض أسلوبه هو. كان من الصعب جداً أن يستلم فريقاً فاز باللقب في السنوات الثلاث السابقة، معتمداً طريقة معينة وأسلوباً محدداً مع عقلية خاصة، كانت معادلة غاية في الصعوبة خاصة مع بداية الموسم بغياب عدد من اللاعبين الأساسيين في الفريق.
بعد سبع عشرة مباراة مع يوفنتوس، يمكن القول إن أليجري نجح حتى الآن بل فاجأ الأغلبية التي لم تكن تتوقّع نجاحه مع اليوفي، حتى من داخل يوفنتوس نفسه. تمكّن من تغيير الأسلوب والانتقال من 3-5-2 إلى 4-3-1-2 بسلاسة تُحسب له، وبدأ بزرع عقلية جديدة عند بعض اللاعبين، الأمر الذي أتى بفائدة كبيرة للفريق، خاصة في جزئية تحرير بعض اللاعبين من الواجبات الدفاعية التي بسببها بتنا نشاهد يوفنتوس هذا الموسم بصورة أكثر "هجومية" عن المواسم السابقة.
كما يُحسب لأليغري مرونته في التبديلات خلال المباراة وتوقيتها، ففي أغلب المباريات التي خاضها اليوفي حتى الآن، كانت تبديلاته ناجحة وفي توقيتها المناسب. حتى "برودة" أليجري التي ينتقدها الكثيرون خاصة من عشاق الجرينتا، يبدو أنها أمرٌ يعطي نتائج إيجابية مع الفريق، فحماسة أنطونيو كونتى وتلك الجرينتا التي يعشقها الكثيرون، كانت سيفا ذا حدّين، في أوقات كثيرة، كانت توتّر اللاعبين وأحياناً تؤثّر على أدائهم.
ما زال أمام أليجري طريق طويل حتى يثبت نفسه، ونتمكّن من الحكم عليه بشكلٍ نهائي وعادل. والمقارنة بينه وبين أنطونيو كونتي غير منصفة أبداً، فبين كونتي وأليجري ثلاث سنوات، وثلاثة ألقاب، وأرقام قياسية يصعب تحطيمها. وصحيح أن أليجري تفوّق على كونتي في بعض النقاط، لكن يجب ألا ننسى أن ماسيميليانو أليجري ما كان ليحقّق هذا لولا أنه استلم "جيشاً" مقاتلاً وشرساً، أسسه رجل اسمه أنطونيو كونتي.
لمتابعة الكاتبة
شفاء مراد