وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الإثنين، على مرسوم تعيين أناتولي أنطونوف، الذي تزيد خبرته الدبلوماسية والعسكرية عن 30 عاماً، سفيراً لدى الولايات المتحدة ومراقباً دائماً لدى منظمة الدول الأميركية في واشنطن.
يُعرف نائب وزير الخارجية الروسي، أناتولي أنطونوف (62 عاماً)، بجمعه بين الخبرة الدبلوماسية والعسكرية، إذ سبق له أن تولى ملف العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع الروسية وترأس الوفد الروسي في المفاوضات حول معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت-3).
وُلد أنطونوف في مدينة أومسك الروسية عام 1955، وبعد تخرجه في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية التحق بوزارة الخارجية السوفييتية عام 1978، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه من المعهد ذاته عام 1983.
وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، شغل أنطونوف مناصب رفيعة في وزارة الخارجية الروسية، بما فيها نائب رئيس قسم شؤون الأمن ونزع السلاح (1995 - 1998)، ونائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف (1998 - 2002)، ورئيس قسم شؤون الأمن ونزع السلاح (2004 - 2011)، كما ترأس العديد من الوفود الحكومية الروسية في مجال الأمن وتقليص الأسلحة.
وفي عام 2011، انتقل أنطونوف إلى وزارة الدفاع الروسية، إذ شغل منصب نائب وزير الدفاع وتولى ملفات التعاون العسكري الدولي والاتصالات مع وزارات الدفاع الأجنبية.
وخلال تلك الفترة، شارك في المفاوضات الروسية الأميركية حول قضايا نشر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، كما شملت مهامه إبلاغ الملحقين العسكريين الأجانب بالتدريبات والاختبارات المفاجئة لجاهزية الجيش الروسي.
ومع تفاقم الأزمة الأوكرانية منذ عام 2014 وقيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم، أدرجه كل من الاتحاد الأوروبي وكندا وسويسرا وأوكرانيا على قائمة العقوبات في عام 2015.
عاد أنطونوف إلى الخارجية الروسية في نهاية عام 2016، ليشغل منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الأمن العسكري - السياسي، ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت تتردد أنباء عن احتمال تعيينه سفيراً لدى الولايات المتحدة الأميركية.
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، أفادت صحيفة "إزفيستيا" الروسية أن واشنطن وافقت على تعيين أنطونوف سفيراً لديها، خلفاً لسيرغي كيسلياك الذي أنهى مهمته.
وبحسب صحيفة "كوميرسانت"، فإن أنطونوف سيبدأ عمله في واشنطن اعتباراً من 1 سبتمبر/أيلول المقبل.
وبذلك سيتولى السفير الجديد مهام منصبه في فترة عصيبة في مسيرة العلاقات الروسية الأميركية وسط مواجهة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تهم الاتصالات السرية مع الكرملين، والتحقيقات في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية، وتوسيع العقوبات الاقتصادية بحق موسكو، وأزمة إقصاء مئات الدبلوماسيين الأميركيين من روسيا بلا تهدئة في الأفق.