يُشار إلى أنّ المهندس قتل مع قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام الجاري.
وكانت القناة قد بثت تقريراً عن تفجير السفارة العراقية في لبنان عام 1981، وتناولت فيه أسماء المتورطين بالتفجير، ومن بينهم المهندس، الذي وصفه التقرير بـ"الإرهابي". وتسبب التقرير بموجة غضب لقيادة "الحشد الشعبي" التي عدته تقريرا مسيئا لرموزها، وطالبت بإغلاق القناة. وأطلق مؤيدون للحشد الشعبي، قبل ثلاثة أيام، حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "#ام_بي_سي_قناة_الارهاب_السعودي" رداً على التقرير.
ووفقاً لمصادر بالشرطة العراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن العشرات اقتحموا مقر القناة بعد تسلق أسوار المبنى، وقاموا بتحطيم ممتلكات وكتابة شعارات سياسية مختلفة وأخرى تمجد المهندس، قبل أن تصل الشرطة وتخرجهم من المبنى. وأضافت المصادر أن "المحتجين أقدموا على تحطيم عدد من أجهزة المكتب، وكتبوا عبارات تنديد داخله، وأغلقوا البوابة الرئيسة للمكتب وكتبوا عليها (مغلق بأمر الشعب)".
Twitter Post
|
وبحسب شهود عيان، فإن المقتحمين حملوا سكاكين وعصيا، فيما شوهد اثنان منهم يحملان أسلحة. فيما أكدت مصادر خاصة بـ"العربي الجديد"، من داخل مقر القناة، بأن العاملين فيها من صحافيين وموظفين لم يكونوا في المبنى لحظة اقتحامه.
وتعيد الحادثة مشاهد انتهاك حرمة مكاتب إعلامية عدة في بغداد، خلال العامين الماضيين، من قبل عناصر وجماعات مسلحة "مجهولة" ترتبط بأحزاب ومليشيات مختلفة تحت حجج وذرائع مختلفة. وانتقلت غالبية المكاتب الصحافية الأجنبية والعربية العاملة في العراق من بغداد إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، لوجود ظروف أمنية وقانونية ملائمة أكثر مما هو الحال في بغداد، فضلا عن حرية تنقلهم وممارستهم العمل الصحافي بيسر مقارنة ببغداد.
Twitter Post
|
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور الاقتحام. وقال الناشط مازن شفو، في تغريدة له، "أنصار الحشد الشعبي يقتحمون مقر قناة mbc في بغداد رداً على وصفها أبو مهدي المهندس بالإرهابي"، متسائلاً "إن لم يكن إرهابيا فهل هو رئيس جمعية حقوق الإنسان؟".
Twitter Post
|
وعدّ نواب وقادة في "الحشد الشعبي" القناة "أداة للقتل الناعم"، وقال النائب عن "تحالف الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، حامد الموسوي، إن "قناة mbc هي أداة للقتل الناعم في العراق والملمع القذر لتاريخ البعث".
وكانت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية قد أوضحت موقفها بشأن القناة، مؤكدةً في بيان لها أن "ما تبثه القناة هو خارج سلطتنا كونها محطة غير عراقية"، مضيفةً "سنسلك الطرق الدبلوماسية لضمان عدم تكرار مثل تقريرها المسيء للمهندس".