وأوضح بيان صادر عن هيئة الاركان، أن حالات التحرّش وصلت إلى 12 مرة خلال عشر دقائق و53 ثانية، وذلك أثناء قيامها بدورية جوية في ولاية هاتاي، جنوب تركيا، على طول الحدود بين البلدين.
وتتمثّل عمليات التحرش عندما تقوم رادارات منظومة الدفاع الجوي السوري برصد الطائرات التركية وربطها بالمنظومة الصاروخية ووضعها في مرمى النار لمدة قصيرة من الزمن.
وتمتلك دمشق نظام "بانتسير إس 1"، وهو نظام صاروخي ومدفعية موجّه بالرادار، قادر على إسقاط طائرات حربية على ارتفاعات أكبر من الارتفاعات التي تحلّق فيها الطائرات خلال القصف، وعلى مرمى 12 ميلاً.
وهناك أيضاً الصواريخ المضادة للطائرات "بوك إم 2"، القادرة على إسقاط الطائرات الحربية التي تحلّق على ارتفاعات أكبر تصل إلى 8200 قدم وتدمير أهداف على مدى أبعد.
كذلك تمتلك نظام "باستيون" الصاروخي المضاد للسفن، الذي يستطيع تدمير أهداف على بعد 180 ميلاً من الساحل.
كذلك لفت البيان إلى أن طائرات سورية ومروحيات حلّقت، أمس الإثنين، على مقربة من الأجواء الإقليمية التركية فوق منطقة هاتاي، جنوب البلاد.
وعلى الفور، تصدت لها المقاتلات التركية، ما أدى إلى تراجع الطائرات السورية إلى عمق 2.7 ميل داخل الحدود، بحسب البيان.
يذكر أن المقاتلات التركية أسقطت قبل يومين طائرة حربية سورية من نوع "ميغ 23"، بسبب انتهاكها للأجواء الإقليمية التركية، بحسب ما أعلنته الحكومة التركية، التي حذرت من رد أقوى في حال تكراره.
تعزيزات برية
في غضون ذلك، بدأ الجيش التركي بإرسال دبابات ومدرعات مصفحة إلى منطقة مشتري بينار التابعة لمدينة أورفا، جنوبي البلاد والمتاخمة تماماً للحدود السورية، وذلك في إطار تعزيز قواته الموجودة في المنطقة.
وقالت مصادر إعلامية تركية إن أعداداً كبيرة من الدبابات والمدرعات توجهت من الكتيبة الحدودية الخامسة في مدينة غازي عنتاب إلى مدينة أروفا، ومن هناك إلى نقطة مشتري بينار الحدودية.
وأشارت بعض المصادر إلى أن هذه التعزيزات تأتي رداً على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية الواقع في منطقة قره قوزاق التي تبعد عن الحدود التركية نحو 35 كيلومتراً.
ألمانيا تبقي على قواتها
في هذه الأثناء، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، الثلاثاء، أن القوات الالمانية الموجودة في تركيا في إطار قوات حلف شمال الاطلسي، ستبقى حتى انتهاء الحرب في سوريا.
ويوجد 300 جندي ألماني في تركيا يعملون ضمن قوات حلف شمال الأطلسي، في إطار قوة من الحلف تشرف على منظومة الدفاع الصاروخية لحماية الحدود التركية من هجمات محتملة من سوريا، في مدينة قهرمان مرعش التركية.
وحذرت فون دير لاين، خلال زيارتها للجنود الألمان في تركيا، المجتمع الدولي من تناسي الأزمة السورية والانشغال بأزمة القرم، مؤكدةً أن ألمانيا ستبقي على قواتها في تركيا الى حين انتهاء الأزمة السورية.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية إن الأزمة السورية "موضوع يتعيّن أن نضعه جميعاً على قمة أجنداتنا".