وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، عن أنه تم إحراز تقدم مع تركيا لزيادة انخراطها في الحرب على "داعش" في سورية من خلال موافقتها على تأهيل وتدريب معارضين سوريين معتدلين.
وأنهى منسّق للتحالف الدولي، جون آلن، ومساعده بريت ماكغورك، زيارة حساسة استمرت يومين لتركيا، في محاولة لإقناعها في المشاركة عسكرياً بالتحالف، ضد التنظيم الذي يهدّد حدودها من مدينة عين العرب، شمال سورية.
ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كانت المحادثات الأميركية ـ التركية مع رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو ومسؤولين عسكريين، قد حققت "تقدماً"، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماري هارف، إن "تركيا موافقة على دعم الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة".
وأكدت هارف أن فريقاً عسكرياً أميركياً سيتوجه الأسبوع المقبل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع نظراء عسكريين أتراك.
على صعيد متصل، أجرى مدير جهاز الاستخبارات التركية، حقان فيدان، محادثات مع الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية مساعد الوزير، وليام بيرنز، ومساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، أمس الجمعة.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن "موناكو التقت بمدير الاستخبارات التركية في العاصمة الأميركية واشنطن لتعميق الشراكة الوثيقة بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب وضم القدرات التركية الفريدة إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش".
وأشار البيان إلى تعبير موناكو عن شديد امتنانها لدعم تركيا للعمليات الأميركية الجارية في العراق وسورية، مشددة على أهمية تسريع المساعدات التركية كجزء من الاستراتيجية الشاملة لإضعاف ومن ثم تدمير "داعش".
وأكدت موناكو، خلال لقائها بفيدان، على "أهمية بناء قدرات القوات الأمنية العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، واتخاذ المزيد من الخطوات لتشديد الأمن على الحدود، وإيقاف حركة المقاتلين الإرهابيين الأجانب من سورية وإليها".
وفي الوقت الذي تتحدث فيه أنقرة عن فرض منطقة لحظر الطيران في سورية، وذلك لخلق ملاذ آمن للفارين من الضربات الجوية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، يقول الأميركيون إن المهمة الأساسية للقوات الأميركية في المنطقة هي حرمان "داعش" من أي ملاذ آمن في سورية والعراق، يمكن من خلاله التخطيط لضرب المصالح الأميركية في العالم.
ويوجّه التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سورية والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.
إلى ذلك، قالت الخارجية الأميركية إن "السلطات تعتقد بوجود احتمال متزايد لعمليات انتقامية ضد مصالح أميركية وغربية ومصالح شركاء التحالف".
وذكرت الوزارة أنه رداً على الضربات ضد معاقل "داعش"، فإن التنظيم "دعا أنصاره إلى مهاجمة أجانب أينما وجدوا".
وحذرت الولايات المتحدة رعاياها من خطر متزايد بان يكونوا هدفاً "لعمليات خطف رهائن" بعد خطف واغتيال صحافيين أميركيين اثنين.
وجاء في بيان للوزارة، أن "السلطات تعتبر أن احتمال شن هجوم إرهابي في أوروبا، خصوصاً، قد زادت، بسبب عودة رعايا أوروبيين أعضاء في الدولة الإسلامية من سورية والعراق".
وبالنسبة للشرق الاوسط وشمال أفريقيا، حذرت الوزارة من أن "معلومات ذات صدقية تشير إلى أن مجموعات إرهابية تسعى الى مواصلة هجماتها ضد المصالح الأميركية".