يجلس العشريني السوري رامي، في غرفته بجوار كل ما يملكه في الحياة. يحاول أن يختار منها ما قد يصحبه معه إلى الشمال السوري. نزح رامي سابقا من مخيم اليرموك إلى بلدة يلدا الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة، لكنه على موعد جديد مع النزوح، "ربما غدا الثلاثاء، أخبرونا أن نكون على أتم استعداد، فقد ينادى على الراغبين بالخروج في أي ساعة".
وقال الشاب لـ"العربي الجديد": "رغم أني كنت أتوقع أن تأتي هذه اللحظة منذ أشهر، لأن العالم كله لا يريد لثورة الشعب السوري الانتصار، لكني لم أكن أتوقع أن تكون اللحظة بهذه المرارة. أشعر كأن هناك من ينتزع قلبي من صدري، وينتزع ذكرياتي وأحلامي كما تنتزع شجرة عنوة من أرضها".
وتابع "ما يؤرقني هم أصدقائي الذين ناديت معهم بالحرية والكرامة في الثورة، خصوصا من رحلوا عن دنيانا مؤمنين بأن من بقي منا سيتابع الطريق لتحقيق الحلم. يبدو أننا لم نعد حتى نمتلك رفاهية الحلم".
يحاول السبعيني أبو أسعد، التماسك خلال وداع أبنائه الأربعة، يقول لـ"العربي الجديد": "بقاؤهم هنا معروفة نتيجته، فالنظام سيجبرهم على الموت على جبهات القتال، أما في الشمال فقد يكون أمامهم فرصة جديدة".
ويتابع "من الصعب أن أفارق أولادي في هذا العمر، ومن الصعب أن أعود للعيش تحت سلطة النظام. لكني سأبقى، فليس لدي القدرة أنا وزوجتي على تحمل مشقة الانتقال من منطقة إلى منطقة، أما هم فشباب ويستطيعون شق طريقهم من جديد".
تجمع الثلاثينية أم عادل، بعض الأغراض لزوجها الذي حسم أمره بالخروج، في حين ستبقى مع أولادها في جنوب دمشق، تقول لـ"العربي الجديد": "الحياة في مناطق الشمال مجهولة تماما بالنسبة لنا من ناحية السكن والعمل، ولن نأخذ أبناءنا ليعيشوا في خيمة، أعتقد أن الوضع في سورية سيتغير، وسيتم التوصل إلى حل ما يعيد زوجي إلى منزله، وربما تستقر أوضاعه في الشمال، وعندها قد نسافر نحن إليه".
اقــرأ أيضاً
بدوره، لم يتخذ جمال، ابن جنوب دمشق، قراره بعد، يقول لـ"العربي الجديد": "أعيش كابوسا لا أعلم متى ينتهي، فأنا مطلوب للخدمة العسكرية الإجبارية، وهذا ما لا أتخيل أن أقوم به. أريد الخروج من البلد كلها، وليس الانتقال إلى الشمال، وحسب ما سمعت فدخول تركيا أمر صعب، لذلك أفكر أن أستغل قرار التأجيل لمدة 6 أشهر للمطلوبين للخدمة كي أحصل على جواز سفر، ومن ثم أسافر إلى خارج البلاد".
ويشار إلى أن اتفاقا تم برعاية روسيا، في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم جنوب دمشق، يفضي بخروج من يرفضون التسوية مع النظام إلى ريف حلب، حيث يتوقع أن يخرج ما بين 15 إلى 20 ألف شخص بمن فيهم المسلحون، من أصل نحو 100 ألف يسكنون تلك البلدات تحت الحصار منذ عام 2013.
وتابع "ما يؤرقني هم أصدقائي الذين ناديت معهم بالحرية والكرامة في الثورة، خصوصا من رحلوا عن دنيانا مؤمنين بأن من بقي منا سيتابع الطريق لتحقيق الحلم. يبدو أننا لم نعد حتى نمتلك رفاهية الحلم".
يحاول السبعيني أبو أسعد، التماسك خلال وداع أبنائه الأربعة، يقول لـ"العربي الجديد": "بقاؤهم هنا معروفة نتيجته، فالنظام سيجبرهم على الموت على جبهات القتال، أما في الشمال فقد يكون أمامهم فرصة جديدة".
ويتابع "من الصعب أن أفارق أولادي في هذا العمر، ومن الصعب أن أعود للعيش تحت سلطة النظام. لكني سأبقى، فليس لدي القدرة أنا وزوجتي على تحمل مشقة الانتقال من منطقة إلى منطقة، أما هم فشباب ويستطيعون شق طريقهم من جديد".
تجمع الثلاثينية أم عادل، بعض الأغراض لزوجها الذي حسم أمره بالخروج، في حين ستبقى مع أولادها في جنوب دمشق، تقول لـ"العربي الجديد": "الحياة في مناطق الشمال مجهولة تماما بالنسبة لنا من ناحية السكن والعمل، ولن نأخذ أبناءنا ليعيشوا في خيمة، أعتقد أن الوضع في سورية سيتغير، وسيتم التوصل إلى حل ما يعيد زوجي إلى منزله، وربما تستقر أوضاعه في الشمال، وعندها قد نسافر نحن إليه".
ويشار إلى أن اتفاقا تم برعاية روسيا، في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم جنوب دمشق، يفضي بخروج من يرفضون التسوية مع النظام إلى ريف حلب، حيث يتوقع أن يخرج ما بين 15 إلى 20 ألف شخص بمن فيهم المسلحون، من أصل نحو 100 ألف يسكنون تلك البلدات تحت الحصار منذ عام 2013.