أعلنت منظمات دولية تعليق العمل في شمال شرق سورية، في منطقة شرق الفرات، بسبب العمليات العسكرية التركية الدائرة هناك، ومن بينها منظمات طبية، أبرزها "أطباء بلا حدود"، التي اعتبرت الأوضاع على الأرض شديدة الخطورة على كوادرها الذين يتولون توفير الرعاية الصحية وتقديم المساعدة الإنسانية.
وقالت مديرة منظمة "وقف المرأة الحرة في سورية"، جيلان عثمان، لـ"العربي الجديد": "منظمتنا تساهم في إسعاف الجرحى، وقمنا بفتح مستوصف بحي البشيرية في القامشلي لاستقبال جميع الحالات الإسعافية، وزودنا المستوصف بالأدوات والإمكانيات المتاحة، كما استقبلنا حالات صدمات نفسية لأطفال من جراء القصف الذي تعرض له حي البشيرية، وحالات أخرى لنساء".
وزود الصحافي المقيم في مدينة القامشلي، سلام حسن، "العربي الجديد"، بإحصائية حول أعداد المصابين في العمليات العسكرية الدائرة، وأوضحت الإحصائية أن العدد بلغ 635 جريحا، بينهم 35 طفلا، بينما بلغت أعداد القتلى 218 شخصا، بينهم ثمانية أطفال، ومن بين القتلى الطبيب هائل صالح، الذي قضى بقصف على منطقة رأس العين، ليرتفع عدد الأطباء الذين قتلوا خلال الأسبوع الأخير إلى 5 أطباء.
وفي مدينة تل أبيض والمناطق المحيطة بها، بدأت الأمور تأخذ منحى أفضل مع وصول فرق الهلال الأحمر التركي إلى المنطقة، إذ عملت على توزيع سلال إغاثية على المحتاجين، وانتشرت صور تظهر توزيع المساعدات في المدينة.
وقال الناشط مهنا المحمد، من مدينة تل أبيض، لـ"العربي الجديد": "بدأت الأحوال تتجه نحو الأفضل، وبعض النازحين بدأوا العودة إلى المدينة، وبالنسبة للخدمات الطبية، فالمشفى في المدينة حاليا يستقبل الأهالي".
وأضاف المحمد: "الهلال الأحمر التركي ينشط حاليا في المدينة، ويقدم المساعدات للأهالي المحتاجين والجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة، ونأمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في القريب العاجل، وخلال تنقلي في المدينة لاحظت أن الكثير من المحال التجارية عادت إلى العمل، ومن بينها محال بيع المواد الغذائية".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن حاجتها إلى 31 مليون دولار لتغطية متطلبات النازحين في منطقة شرق الفرات، ومن بينها خيام وسلال غذائية ومساعدات طبية.