أهلاً بكم في متحف دفن الموتى في فيينا.. مع مدخله المحاط بجدار مصنوع من شواهد القبور، وأنواره الخافتة، والباب الدوار الذي ينقل الزوار إلى عالم مظلم.
وقد انتقل هذا الموقع، وهو الأقدم من نوعه، إلى الطابق الواقع تحت الأرض من مبنى في المدفن المركزي مخصص لاستقبال جثامين الموتى قبل دفنهم، في شهادة غير عادية على اهتمام سكان فيينا بالماورائيات.
وفي داخل غرفة مساحتها 300 متر مربع، يستقبل الزوار تمثالان تمّ إلباسهما ثياب مجهزي جنازات من زمن غابر.
كذلك تستخدم المؤثرات الضوئية لإدخال الزوار في عالم الموتى: فالشخصيتان المضاءتان بأنوار زرقاء تعطيان انطباعاً بأنهما من فيلم رعب.
تقول مديرة المتحف هيلغا بوك: "المدخل مميّز جداً لأنه تحت الأرض. لذلك يمكنك التنقّل في نوع من عالم الموتى. هذا هو المكان حيث يقع المتحف، والجولة تتبع خيط الأحداث التي تحدث بعد الموت، مع الدفن ثم ذكرى الموتى". ويمكن للجالسين على مقعد مزود بأجهزة صوتية الاستماع إلى مجموعة مختارة من أفضل عشر أعمال موسيقية مرافقة لمراسم دفن الموتى.
كما يمكن متابعة تسجيلات مصوّرة أو مقاطع فيديو أو عروض شرائح، خلال الزيارة التي تقسم إلى خمس مراحل: الوفاة، والحداد، والمراسم، والدفن، والذكرى.
وقد تمّ الاستغناء عن بعض "مواقع الجذب" التي كانت موجودة في الموقع السابق. وبالتالي لم يعد متاحاً لزوار المتحف التمدد في داخل نعش، وهو ما كان غالبية هؤلاء يطلبونه خلال الليلة السنوية للمتحف. إلا أن القائمين على المتحف قرروا في نهاية المطاف إلغاء هذا النشاط باعتباره في غير محله.