"سيجارة وصحن فول بـ125 ليرة".. واحد من العروض التي يقدّمها أحد الباعة الجوّالين في حيّ الوعر المحاصر في مدينة حمص (غرب سورية). وهو نجح في اجتذاب عدد كبير من الزبائن، ليس للتلذّذ بالسيجارة بعد صحن الفول فحسب، بل لأن معظمهم من المدخنين الذين لا يستطيعون الحصول على السجائر نتيجة الحصار. هي بالإضافة إلى سلع غذائية كثيرة لا تدخل الحيّ إلا نادراً، ولا تتوفّر في معظم الأحيان. وإن توفّرت، فهي تباع بأسعار باهظة.
وهذا البائع ليس الوحيد الذي يحاول الاستفادة إيجابياً من بعض السجائر المتوفرة لديه، بينما هي مفقودة من أسواق الحيّ. ويخبر خالد الحمصي أن "بائع القهوة أيضاً يسوّق لفنجان قهوة مع سيجارة بـ100 ليرة سورية (نصف دولار أميركي). هو تمكّن من تنشيط عمله بما تبقى لديه من سجائر، بدلاً من أن يدخنها".
وسط انقطاع السجائر، كان لا بدّ لمدخّني الحيّ أن يجدوا حلاً بشكل أو بآخر. بعضهم وجد في الإقلاع عن التدخين الحلّ الأمثل، وبات يستفيد ممّا كان ينفقه لقاء ذلك في أمور أخرى.
الحمصي مثلاً لم يحصل على علبة سجائر منذ أسبوعين. يقول: "في المرّة الأخيرة اشتريت علبة من النوع الرديء الذي كنت أخجل من حمله سابقاً بألف ليرة سورية (5.30 دولارات)، أي ستة أضعاف سعرها الأصلي". يضيف ساخراً: "لكنني تلذّذت بها، فوق العادة".
من جهته، ما زال سامر من المدخنين، وإن لم يشترِ السجائر منذ زمن بسبب ثمنها المرتفع. يقول: "أصطاد السجائر من أصدقائي فقط، واحدة من هنا وأخرى من هناك. لديّ أطفال ومن الأنانية أن أشتري السجائر وأحرمهم من الطعام".
أما صديقه حسام، فيضحّي بما يقارب نصف ما يجنيه شهرياً لشراء السجائر. لكنه يشتكي من أن "معظم السجائر تذهب إلى الأصدقاء. هم يحرجونني دائماً بطلب سيجارة عندما أدخن أمامهم، على الرغم من أنني أحذّرهم من مضار التدخين". يضيف: "لكنني أخيراً وجدت الحل. بتُّ أضع علبة السجائر في جواربي، وأقنعهم بأنني أقلعت عن التدخين".
ويلفت الحمصي إلى أنّ "ثمّة من يبيع حصته من المساعدات الغذائية التي يحصل عليها ليشتري بثمنها السجائر. بعض المشردين يتسوّلون ليشتروها، وآخرون يسرقون ليحصلوا عليها".
إلى ذلك، تحوّل البعض إلى تدخين النرجيلة. ويعيد الحمصي السبب إلى أنها أقلّ كلفة نوعاً ما، مشيراً إلى أن "الرابحين الوحيدين في هذه الأزمة هم غير المدخنين. هم يكسبون صحتهم ولا يخسرون المال".
إقرأ أيضاً: حمص تحيي مهرجاناتها الرياضية من جديد
وهذا البائع ليس الوحيد الذي يحاول الاستفادة إيجابياً من بعض السجائر المتوفرة لديه، بينما هي مفقودة من أسواق الحيّ. ويخبر خالد الحمصي أن "بائع القهوة أيضاً يسوّق لفنجان قهوة مع سيجارة بـ100 ليرة سورية (نصف دولار أميركي). هو تمكّن من تنشيط عمله بما تبقى لديه من سجائر، بدلاً من أن يدخنها".
وسط انقطاع السجائر، كان لا بدّ لمدخّني الحيّ أن يجدوا حلاً بشكل أو بآخر. بعضهم وجد في الإقلاع عن التدخين الحلّ الأمثل، وبات يستفيد ممّا كان ينفقه لقاء ذلك في أمور أخرى.
الحمصي مثلاً لم يحصل على علبة سجائر منذ أسبوعين. يقول: "في المرّة الأخيرة اشتريت علبة من النوع الرديء الذي كنت أخجل من حمله سابقاً بألف ليرة سورية (5.30 دولارات)، أي ستة أضعاف سعرها الأصلي". يضيف ساخراً: "لكنني تلذّذت بها، فوق العادة".
من جهته، ما زال سامر من المدخنين، وإن لم يشترِ السجائر منذ زمن بسبب ثمنها المرتفع. يقول: "أصطاد السجائر من أصدقائي فقط، واحدة من هنا وأخرى من هناك. لديّ أطفال ومن الأنانية أن أشتري السجائر وأحرمهم من الطعام".
أما صديقه حسام، فيضحّي بما يقارب نصف ما يجنيه شهرياً لشراء السجائر. لكنه يشتكي من أن "معظم السجائر تذهب إلى الأصدقاء. هم يحرجونني دائماً بطلب سيجارة عندما أدخن أمامهم، على الرغم من أنني أحذّرهم من مضار التدخين". يضيف: "لكنني أخيراً وجدت الحل. بتُّ أضع علبة السجائر في جواربي، وأقنعهم بأنني أقلعت عن التدخين".
ويلفت الحمصي إلى أنّ "ثمّة من يبيع حصته من المساعدات الغذائية التي يحصل عليها ليشتري بثمنها السجائر. بعض المشردين يتسوّلون ليشتروها، وآخرون يسرقون ليحصلوا عليها".
إلى ذلك، تحوّل البعض إلى تدخين النرجيلة. ويعيد الحمصي السبب إلى أنها أقلّ كلفة نوعاً ما، مشيراً إلى أن "الرابحين الوحيدين في هذه الأزمة هم غير المدخنين. هم يكسبون صحتهم ولا يخسرون المال".
إقرأ أيضاً: حمص تحيي مهرجاناتها الرياضية من جديد