قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما إن "قادة جيوش دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أجمعوا في نقاشاتهم خلال اجتماعاتهم في واشنطن على أن الحملة الدولية على التنظيم ستكون طويلة المدى، وأنها لا تزال في مراحلها المبكرة، ولن يكون هناك حلول سريعة (لإزاحة خطر داعش).
وتحدث الرئيس الأميركي، في كلمة أمام القمة العسكرية، التي تستضيفها الولايات المتحدة، لقادة عسكريين من عشرين دولة بينها تسع دول عربية، عن نجاحات تحققت وانتكاسات حدثت وستحدث.
واعتبر أوباما أن حماية مدينة اربيل الكردية، شمالي العراق من النجاحات التي حققتها الحملة على داعش في مراحلها الأولى، فضلاً عن النجاح في حماية المدنيين من مذابح على جبل سنجار واستعادة السيطرة على سد الموصل.
ولم يوضح أوباما في كلمته، ما هي الانتكاسات التي يقصدها، لكنه ألمح إلى أن اهمال محافظة الانبار كان من بين الأخطاء، موضحاً أن "قوات التحالف سوف تركز في المرحلة المقبلة على القتال الذي يجري في الأنبار".
كما أعرب عن قلقه بشأن داخل وحول بلدة عين العرب السورية في اعتراف غير مباشر بأن الاخفاق في حمايتها هو من الانتكاسات، التي أشار إليها في كلمته.
وأكد أوباما أن دول التحالف متفقة على أن "الدولة الإسلامية" تشكل تهديداً كبيراً لشعبي العراق وسورية، كما تشكل تهديداً للدول المجاورة، وفي نهاية المطاف للعالم أجمع خارج منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا والبلدان البعيدة مثل استراليا، بسبب الأعداد الكبيرة من المقاتلين الأجانب الذين استقطبتهم إليها. والفوضى التي تخلقها في المنطقة.
وأضاف الرئيس الأميركي، أن "العالم لا يعمل ما فيه الكفاية لمواجهة وباء داعش. منتقداً دولاً لم يسمها لديها قدرات لا تستغلها في الحرب الدائرة على التنظيم".
وأكد الرئيس الأميركي، أن كلاً من الأردن ولبنان وتركيا يتحمل عبئاً إنسانياً غير عادي في استقبال النازحين المتضررين من الصراع الدائر في العراق وسورية، بدون أن يتطرق إلى أي خطط جديدة يمكن أن يقدمها المجتمع الدولي لإعانة هذه الدول على تحمل العبء الاستثنائي المشار إليه. واكتفى بالإعراب عن شكره لممثلي الدول الثلاثة المشاركين في القمة العسكرية، كما بقية الدول المشاركة، موضحاً أن "الجميع يلعب دورا مهما في الحرب العالمية على الدولة الإسلامية".
واعتبر أوباما أن "هذه الحملة ليست مجرد حملة عسكرية. ولن يكفي إلحاق الهزيمة بداعش في ساحة المعركة أو اجبار جيشها على الاستسلام كأي جيش نظامي. بل هي حرب ذات أبعاد متعددة على التطرف الأيديولوجي المستوطن في المنطقة".
وأشار إلى أن "الطائفية والانقسامات السياسية السائدة منذ زمن طويل هي من عوامل تعقيدات المشكلة إلى جانب الحرمان الاقتصادي والافتقار إلى فرص لاستيعاب العدد الكبير جداً من الشباب في المنطقة".
وأضاف "لهذا يتوجب علينا أن نعمل بطريقة أفضل في التواصل وإيجاد البدائل لأولئك الذين ينخرطون حاليا للقتال داخل العراق وسورية".
وجدد تأكيده على "أهمية ترجمة تعهدات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إلى تقدم حقيقي على صعيد الواقع في العراق"، كما شدد على أهمية "تطوير وتعزيز المعارضة المعتدلة داخل سورية لتمكينها من خلق شرعية وتقديم تجربة حكم رشيد لجميع الناس داخل البلاد".
وتطرق أوباما إلى أهمية حرمان داعش من أي ملاذ آمن في العراق وسورية، فضلاً عن وقف تدفق المقاتلين الأجانب، وجمع المعلومات الاستخباراتية ومواصلة الغارات الجوية والحملات البرية، التي يمكن توسيعها من قبل قوات الأمن العراقية.