وأشار أوباما إلى أن عناصر مكتب التحقيقات الفدرالية أصبحوا بالفعل في بروكسل يساعدون السلطات البلجيكية في تحقيقاتها للكشف عن ملابسات العمليتين الإرهابيتين والكشف عن أي عمليات مقبلة محتملة. وطمأن الأميركيين بأن إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" الإرهابي سيظل من أولى أولويات ما تبقى من عهده.
ورأى أن الاعتداءات التي تعرضت لها بروكسل فرضت على الولايات المتحدة مراجعة الاستعدادات الأمنية لحماية الأمن الداخلي بيقظة تامة ومواجهة أي هجمات محتملة مماثلة، قد تستهدف الأراضي الأميركية، معتبراً أن تنظيم "داعش" يمثل تهديداً لكل العالم المتمدن. ولفت أوباما إلى أهمية إنهاء الحرب الطائفية في سورية من أجل مكافحة الإرهاب، قائلاً إن جهود وزير خارجيته جون كيري تصب في هذا الاتجاه.
قمة "نووية" لحماية المنشآت
وقال الرئيس الأميركي إن واشنطن سوف تستضيف الأسبوع المقبل العديد من زعماء العالم لبحث ترتيبات الأمن النووي وحماية المنشآت النووية في الدول التي توجد بها مثل هذه المنشآت من أي هجمات إرهابية، مضيفاً أن هذا يشمل بحث الجهود المشتركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأكد أن الأجهزة الأمنية الأميركية منهمكة في إفشال مؤامرات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، متعهداً بالاستمرار في العمل على اجتثاث تنظيم "داعش" وتصفية كبار قادته عن طريق الضربات الجوية.
غير أن أوباما تفادى الإشارة إلى إرسال المزيد من القوات البرية إلى ميدان المعركة، وهو ما طالبت به وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من البيت الأبيض والكونغرس. وبدلاً عن ذلك، أكد أوباما أن القوات الأميركية سوف تستمر في دعمها للقوات العراقية في جهدها لتحرير محافظة الموصل العراقية من وجود "داعش" فيها، قائلاً "لن نتوقف إلى أن يتم تدمير كل الملاذات الآمنة لداعش".
الدفاع عن المسلمين
من جهة ثانية، شدّد أوباما على أهمية دور المسلمين في مكافحة الإرهاب، كما أكد على أهمية فتح الأبواب بوجه اللاجئين الفارين من إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قائلاً إن هذا يخدم جهود الحرب الدائرة على التنظيم ولا يخدم التنظيم كما يظن بعضهم.
وكرّس أوباما الجزء الأكبر من كلمته الأسبوعية للدفاع عن المسلمين الأميركيين في رد غير مباشر على الدعوة التي أطلقها المرشحان المتنافسان على تمثيل الحزب الجمهوري تيد كروز ودونالد ترامب بتمشيط الأحياء التي يقطنها المسلمون في الولايات المتحدة بحثا عن إرهابيين في أوساطهم. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي رفضه المطلق لمحاولات تشويه المسلمين الأميركيين أو وسمهم بالإرهاب، مؤكداً أنهم عنصر قوي في الحرب الدائرة على الإرهاب فضلاً عن مساهمتهم القيمة في تشكيل الحياة الأميركية، ولا يجب تحييدهم أو عزلهم بأي حال من الأحوال. واعتبر أوباما أن مثل هذه المحاولات، فضلاً عن أنها تتعارض مع القيم الأميركية والتاريخ الأميركي، ومع الأسس والمبادئ التي قامت عليها البلاد، فإن لها آثاراً عكسية بالغة الضرر، وتخدم المنظمات الإرهابية في محاولتها لتجنيد الشباب المسلم وشحن قلوبهم بالكراهية.
اقرأ أيضاً: "الموساد" إلى بروكسل للمساعدة في مواجهة "داعش"