يعيش بيير إيميريك، أوباميانغ، أفضل حالاته الكروية مؤخراً، فبعد تسجيله لهاتريك في مباراة الدوري الأوروبي أمام غالابا، عاد اللاعب الأفريقي للتألق هذا الأسبوع، بهاتريك جديد أمام أوغسبورغ في البوندسليغا، ليتقاسم صدارة الهدافين مع ليفاندوفيسكي برصيد 13 هدفا، ويفرض نفسه كواحد من أهم المهاجمين في الدوريات الكبيرة، نتيجة أرقامه المبهرة وتطوره على الصعيدين الفردي والجماعي، مع كتيبة توماس توخيل دون سابق إنذار.
الطفرة الهجومية
سجل بروسيا دورتموند 47 هدفا في 34 مباراة بالدوري الألماني خلال الموسم الماضي، بواقع 1.2 هدف في المباراة الواحدة، بينما سجل هذا الموسم 29 هدفا في 10 مباريات، بواقع 2.9 هدف خلال المباراة، وتعكس هذه النسبة ارتفاع النجاعة الهجومية للفريق ككل، وانعكس ذلك على حالة أوباميانغ، لأن المجموعة بشكل عام تلعب كرة قدم حاسمة في الثلث الأخير من الملعب.
مع يورغن كلوب وطريقة لعب 4-2-3-1، سدد لاعبو دورتموند كرات عديدة، لكن من مسافات بعيدة دون أي تركيز، لذلك كان عدد التسديدات كبيرا مع حسم ضعيف، بالإضافة إلى كرات عرضية مستمرة من مناطق تبعد أمتارا واضحة عن منطقة الجزاء، مما أدى إلى ضعف خاصية صناعة الفرص في ملعب الأيدونا بارك.
غير أن الأمر اختلف هذا الموسم مع توخيل، صحيح أن المدرب يلعب بطريقة تعتبر مزجا بين 4-1-4-1 و4-2-3-1، لكن مع فعالية أقوى تجاه المرمى، نظراً للتمركز المثالي من جانب معظم اللاعبين هجومياً، من خلال صعود رويس إلى الأمام على مقربة من أوباميانغ، وعودة كاغاوا إلى الخلف في مركز صناعة اللعب بجوار ميخيتريان، مع دعم مستمر من جانب غاندوغان وفيغيل، وتؤكد قواعد اللعبة أن زيادة زوايا التمرير تؤدي في الغالب إلى خيارات عديدة، وفرص بالجملة.
فتح الأطراف
يعتبر بيير أوباميانغ من المهاجمين الذين يمتازون بالسرعة وخفة الحركة، لذلك يتألق أكثر في المساحات الشاسعة، ويعشق الانطلاق خلف المدافعين، وفي القنوات الشاغرة بين قلوب الدفاع، لذلك لعب دورتموند هذا الموسم بأسلوب يخدم قدرات مهاجمه الأفريقي، بفتح الملعب عرضياً قدر المستطاع، والاعتماد على استراتيجية قلب الهجمة من طرف إلى آخر بتمريرة عكسية غير متوقعة.
أعاد غينتر اكتشاف نفسه مؤخراً في مركز الظهير الأيمن، لأنه يتحرك في أغلب المباريات على الخط الجانبي، على طريقة بيريلين في مباراة أرسنال وبايرن. مدافع دورتموند أقرب إلى نسخة الظهير الذي يجد ضالته على حافة منطقة الجزاء، بدخول الجناح إلى داخل الملعب، مع فتح الفراغ اللازم لعرضيات الزميل القادم من الخلف إلى الأمام.
كذلك أعطى وجود رويس ميخيتريان داخل منطقة الجزاء في معظم هجمات دورتموند، أريحية كاملة لأوبامينغ في التوغل بعيداً عن الرقابة، والخروج المستمر بعيداً عن المرمى، في سبيل حرية أكبر ورؤية أشمل أثناء الهجوم، لذلك زادت أهداف الـ CutBacks، أي التمريرات العرضية السريعة من أعلى منطقة الجزاء إلى الخارج، في عكس اتجاه حركة المدافعين، الطريقة المفضلة لمعظم أهداف السريع الأفريقي.
الثنائي المساند
إذا كان أوباميانغ هو بطل دورتموند هذا الموسم، فإن كلاً من "كاغاوا وميختريان" هما أبطال الدور الثاني في الخطة، لأنهما يقومان بدور محوري في تكتيك توماس توخيل، فالياباني صنع حتى الآن 5 أهداف في بداية الموسم، نفس الرقم الذي حققه في كل مباريات الموسم الماضي، مما يدل على اكتساب دورتموند لسلاح هجومي جديد في الأمام.
يلعب الأرميني ميختريان دوراً فعالا أيضاً، لأنه يتحرك باستمرار بين الأطراف والعمق، ويمتاز بالأداء الجماعي الشمولي، من خلال استخدامه كستار بهدف تشتيت تركيز المدافعين، وإتاحة الفرصة لكاغاوا لتمرير كرات قطرية تجاه اللاعب الذي يتحرك في اتجاه مضاد لهنريك.
وإذا عدنا إلى معظم أهداف أوباميانغ، نجد أن ميختاريان يبدأ الهجمة بتحركه العمودي تجاه منطقة الجزاء، مع تمريرة بينية من كاغاوا إلى اللاعب الحر البعيد عن الرقابة، الذي يقوم بدوره برمي الكرة سريعاً إلى الهداف الغابوني في مكان مثالي، فيسجل المهاجم وينطلق قطار الأسود من محطة إلى أخرى، في رحلة البحث عن هوية تكتيكية جديدة خلال هذا الموسم المنتظر.
اقرأ أيضاً: بالفيديو..المصري صلاح يتلقى إنذاراً ويُطرَد في 10 ثوان!