أكّد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أنّ الجهات الأمنية تجري تحريّات دقيقة وواسعة النطاق، للوقوف على أبعاد الاعتداء الذي استهدف مركزاً للشرطة السياحية وسط اسطنبول، مشيراً إلى أنّه سيتمّ اتخاذ الخطوات اللازمة، إذا ثبت وجود علاقة بين منفّذ الاعتداء وحزب العمال الكردستاني.
ولفت خلال حديثٍ إعلامي، في العاصمة التركية أنقرة، إلى أنّه "استخدِم في الاعتداء ثلاث قنابل، انفجرت إحداها، فيما أبطلت الشرطة مفعول القنبلتيَن الأخريين"، مشيداً بتدخّل الشرطة الفوري الذي منع وقوع المزيد من الضحايا".
وأشار أوغلو إلى أنّ منفّذة الاعتداء الإرهابي امرأة قتلت خلال العملية، والجهات الأمنية تواصل العمل من أجل التحقق من هويتها.
في غضون ذلك، ألقت السلطات التركية القبض على 4 عناصر ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية، قادمين من سورية.
وأفادت هيئة الأركان التركية، في موقعها الرسمي على الإنترنت، أن القوات التركية ألقت القبض على الأربعة المذكورين، بينما كانوا يحاولون دخول الأراضي التركية عبر مدينة "كيليس" الحدودية، كما أوضحت الهيئة أنّ العناصر الأربعة لم يكن بحوزتهم أسلحة أو عتاد.
هذا ولم يمض الكثير من الوقت، حتى أكدت جبهة التحرير الشعبية الثورية (منظمة يسارية تركية محظورة وفق القانون التركي) مسؤوليتها عن الاعتداء، وعرّفت عن منفذة العملية وهي "إليف سلطان كالسين إحدى عناصر الجبهة، والتي كان قد تم اعتقالها في وقتٍ سابق وتعرضت للتعذيب على يد الشرطة التركية"، بحسب بيان جبهة التحرير الشعبية.
وأوضح البيان أنّ العمل كان "لتذكير رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" بعمليات الفساد التي لن تمر، خصوصاً وأنّ اليوم السابق للعملية شهد رفض اللجنة البرلمانية تحويل الوزراء الأربعة المتهمين بالفساد إلى المجلس الأعلى للمحاكمة، كما أنّ العملية جاءت انتقاما للطفل بيركين إلفان الذي قتل في أحداث حديقة غيزي على يد الشرطة التركية".
يذكر بأن جبهة التحرير الشعبية الثورية قامت بعمليات مماثلة من قبل، وكان آخرها قيام أحد عناصرها في اليوم الأول من العام الجديد بمحاولة رمي قنبلة يدوية الصنع على حرس قصر دولمة بهشة الذي يحتوي مكتب ومقر إقامة رئيس الوزراء في اسطنبول، لكن العملية فشلت والقنبلة لم تنفجر، كما قامت الجبهة بتبني الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة، في شباط/فبراير2013، وأسفرت عن مقتل منفذ العملية وأحد الحراس.