في زنزانة انفرادية ضيّقة، قضى محمد أسامة أبو جمعة (16 عاماً) من القدس المحتلة، معظم الوقت أول أيام عيد الأضحى الأسبوع الماضي، شأنه شأن معتقلين عدة، اعتُقلوا في الأسبوعين الأخيرين. اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي محمد في 20 سبتمبر/أيلول الماضي من منزله، عند السّاعة الثالثة والنصف فجراً، واقتادته إلى مركز تحقيق المسكوبية، للتحقيق معه في حادثة "حرق الجيب العسكري الإسرائيلي" في قرية الطور، شرقي القدس، أواخر شهر أغسطس/آب الماضي.
وعن عزله لمدة ست ساعات، يقول محمد في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إنّ "أحد الضّباط الإسرائيليين في مركز توقيف المسكوبية، كان قد وعده هو مع أربعة أطفال آخرين محتجزين في نفس الغرفة، بالسماح لهم الاتصال هاتفياً بأهاليهم لتهنئتهم بالعيد، إلا أن ذلك لم يحصل". وقرر الأطفال الخمسة الاحتجاج وبدأوا بإطلاق تكبيرات العيد، وبما أنه أكبر الموجودين، اقتاده أفراد الشرطة من الغرفة وقاموا بعزله في زنزانة انفرادية، كنوع من عقاب استمر ستّ ساعات. أما في اليوم الذي سبقه، يوم عرفة، فقد أفطر محمد ورفاقه في غرفة السجن عند الساعة العاشرة ليلاً، أي بتأخير لمدة 3 ساعات عن موعد الإفطار الأصلي، بعد تعمّد شرطة الاحتلال تأخير وجبة الإفطار، كما لم تقدم لهم وجبة السحور.
محمد هو واحد من بين أكثر من 240 فلسطينياً، اعتُقلوا في القدس خلال الأسبوعين الأخيرين فقط من شهر سبتمبر، بينهم طفل يبلغ الثامنة من العمر، إذ تُنفّذ شرطة الاحتلال منذ 13 سبتمبر، تاريخ بدء الأعياد اليهودية، حملة اعتقالات شرسة وواسعة بحقّ أبناء المدينة، تحديداً حين تحتدم المواجهات مع شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيطه، وفي بقية أحياء وقرى القدس. وتمّ الإفراج عن معظم المعتقلين.
ويكشف المتحدث باسم أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أكثر من 100 رجل من بين المعتقلين، و15 سيدة، وأكثر من 80 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والثامنة عشرة عاماً، و12 طفلاً أعمارهم تحت الثانية عشرة عاماً، منهم أطفال بعمر ثمانية أعوام فقط". ويشير إلى أن "الحصيلة الكاملة للاعتقالات في القدس خلال شهر سبتمبر، تصل إلى حوالي 294 فلسطينياً".
اقرأ أيضاً: شهداء الداخل الفلسطيني في ذكرى هبة أكتوبر... أسرى التقصير
ويضيف أبو عصب نقلاً عن أحد المحامين المتابعين لملفات المعتقلين، بأن "ضباط الشرطة كانوا يتوعّدون بأنهم سينغصون على الفلسطينيين عيدهم، كما نغصوا على الإسرائيليين أعيادهم. في إشارة إلى ارتفاع حدّة المواجهات في مختلف أرجاء القدس مع بدء الأعياد اليهودية".
وعن عزله لمدة ست ساعات، يقول محمد في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إنّ "أحد الضّباط الإسرائيليين في مركز توقيف المسكوبية، كان قد وعده هو مع أربعة أطفال آخرين محتجزين في نفس الغرفة، بالسماح لهم الاتصال هاتفياً بأهاليهم لتهنئتهم بالعيد، إلا أن ذلك لم يحصل". وقرر الأطفال الخمسة الاحتجاج وبدأوا بإطلاق تكبيرات العيد، وبما أنه أكبر الموجودين، اقتاده أفراد الشرطة من الغرفة وقاموا بعزله في زنزانة انفرادية، كنوع من عقاب استمر ستّ ساعات. أما في اليوم الذي سبقه، يوم عرفة، فقد أفطر محمد ورفاقه في غرفة السجن عند الساعة العاشرة ليلاً، أي بتأخير لمدة 3 ساعات عن موعد الإفطار الأصلي، بعد تعمّد شرطة الاحتلال تأخير وجبة الإفطار، كما لم تقدم لهم وجبة السحور.
ويكشف المتحدث باسم أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أكثر من 100 رجل من بين المعتقلين، و15 سيدة، وأكثر من 80 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والثامنة عشرة عاماً، و12 طفلاً أعمارهم تحت الثانية عشرة عاماً، منهم أطفال بعمر ثمانية أعوام فقط". ويشير إلى أن "الحصيلة الكاملة للاعتقالات في القدس خلال شهر سبتمبر، تصل إلى حوالي 294 فلسطينياً".
اقرأ أيضاً: شهداء الداخل الفلسطيني في ذكرى هبة أكتوبر... أسرى التقصير
ويضيف أبو عصب نقلاً عن أحد المحامين المتابعين لملفات المعتقلين، بأن "ضباط الشرطة كانوا يتوعّدون بأنهم سينغصون على الفلسطينيين عيدهم، كما نغصوا على الإسرائيليين أعيادهم. في إشارة إلى ارتفاع حدّة المواجهات في مختلف أرجاء القدس مع بدء الأعياد اليهودية".
وقد ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن "الشرطة تدرس إمكانية تنفيذ اعتقالات إدارية في محاولة لمنع الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى ومحيطه". والاعتقال الإداري في القدس، يستلزم موافقة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، وتصل مدته إلى ستة أشهر من دون محاكمة، قابلة للتجديد.
من جهته يلاحظ عضو مؤسسة "الضمير لحقوق الإنسان ورعاية الأسير"، محمد محمود، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأن "الاحتلال يُصعّد في مسألة اعتقال الأطفال ممن هم دون سنّ الثانية عشرة عاماً، منهم يزن خويص (8 أعوام) وشفيق نادر الشويكي (9 أعوام)، قبل أن يُفرج عنهما لاحقاً. علماً أن القانون الإسرائيلي المفروض على القدس، يمنع اعتقال أي طفل تحت سن الـ12".ومن الأطفال المعتقلين حتى اللحظة، عبد الناصر عودة (14 عاماً) من حي رأس العامود، والذي دخل يومه العاشر في زنازين التحقيق في المسكوبية، من دون السماح للمحامي أو لأهله بزيارته. وفي إحدى جلسات محاكم تمديد اعتقاله، والتي لا يسمح فيها باقتراب الأهل منه، قام عبد الناصر ورفع صوته قائلاً لوالدته: "أخبري الصليب الأحمر عني". وتقول والدته إن "شرطة الاحتلال رفضت حتى طلب الصليب الأحمر زيارته". وقد علمت العائلة لاحقاً بأن ابنها يتعرّض للضرب أثناء التحقيق.
وفي دلالة على تزايد وتيرة الاعتقالات، فقد أُلقيت زجاجات حارقة باتجاه سيارة تابعة لوحدة المستعربين في قرية جبل المكبر، جنوبي القدس، في 18 سبتمبر، نجم عنها إصابة ثلاثة مستعربين بحروق طفيفة. أثار الحدث جنون شرطة الاحتلال، فباشرت باقتحام البيوت بشكل عشوائي وتنفيذ اعتقالات من داخلها.
وقد تم تحويل عدد كبير من المعتقلين للتحقيق في محطة شرطة "عوز"، المقامة على أراضي جبل المكبر، حيث تمّ إنشاء وحدة خاصة، وهي وحدة "ذات مهمة محددة"، مختصة بالتحقيق في حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة في مناطق القدس.
من جهته، يُبدي العضو في مؤسسة "قدسنا لحقوق الإنسان" رمزي اكتيلات، الذي يتولى كذلك ملفات بعض المعتقلين، اعتقاده بأنه "قد يكون هناك أوامر للشرطة باستخدام أي وسيلة لتنفيذ اعتقالات، لأنه من منظورهم، يجب فضّ أي تجمهر أو أي تواجد في محيط المسجد الأقصى وفي أحياء القدس، حتى لو كان ذلك عن طريق استخدام قوة أكثر، مما يستدعي الأمر بحسب مقاييسهم الاعتيادية".
ويلفت اكتيلات النظر إلى أن "أفراد شرطة الاحتلال يعتدون على عدد كبير من المعتقلين وراء الكواليس، وذلك قبل دخولهم إلى غرف التحقيق المصوّرة بالكاميرات على مدار 24 ساعة". ويشتهر في ذلك مركز التوقيف المسمى "بيت إلياهو"، الواقع في حي السلسلة، غربي المسجد الأقصى.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يشرع في سياسة إبعاد المرابطات عن القدس المحتلة