هنا مقابلة مع أيمن مسعود يحدّثنا عن تاريخ فرقة "مسار إجباري" بين الحلم والثورة وما بعد الثورة.
متى تأسست الفرقة؟ وكيف؟
تأسّست الفرقة في العام 2005، اجتمعنا بسبب صديق فرنسي، في الإسكندرية، كان يطمح لتأسيس فرقة موسيقية، لكنّ صديقنا الفرنسي قرّر أن يسافر، ونحن رفضنا أن نتوقّف. وأوّل حفلة عزفنا فيها كانت لتكريم الموسيقار فتحي سلامة.
لماذا اخترتم اسم "مسار إجباري"؟
اسم الفرقة من اختراعي شخصيًا، وهو رسالة هدفها كسر التنميط والقمع الاجتماعي الذي نمرّ به في عالمنا العربي. مثلا لو كان عمرك 15 عاماً وتود أن تصير لاعب كرة قدم، ستقول والدتك: "أنهِ دراستك وأفعل ما تشاء". فتنهي الثانوية وتقول أريد أن أحترف كرة القدم، يأتيك الجواب: "إنهِ جامعتك". ثتتخرج من الجامعة، ويقولون لك: "اشتغل، بعدين تعمل لاعب كرة". ثم تحصل على وظيفة ثم تتزوّج، وتبني عائلة وتخسر حلمك بأن تصبح "لاعب كرة". هذا هو المسار الإجباري الاجتماعي الذي يقمع طموحنا ويحدّ من حريتنا كأفراد في المجتمع الذي نعيش فيه.
ما هو نوع الموسيقى التي تقدّمونها؟
موسيقانا "ARABIC POST ROCK"، وخلفيتنا الموسيقية تعود إلى محمد عبد الوهاب، وفيروز، وسيّد درويش، أي إلى الطرب الأصيل. فبعد محاولات لتغيير الطرح، استطعنا خلق هذه الحالة الموسيقية الجديدة. فمعظم الملحّنين يكتبون اللحن وفق قانون 12 نوتة موسيقية في الـ Scale، أما نحن فنملك أكثر بكثير. ولدينا مقامات متنوّعة. لذا نستطيع أن نترجم الموسيقى بطريقة مميّزة وأجمل.
أين أنتم من الثورة؟
ليس هناك فوارق في طرحنا الموسيقي قبل الثورة وبعدها. فصلنا أنفسنا عن المواقف السياسية. اهتمينا بمشاكلنا الاجتماعية وهي الأهم. مثلاً بدأت الثورة 25 يناير \ كانون الثاني 2011، في 11 فبراير \ شباط "الشعب والجيش أصبحا يدا واحدة"، وبعد شهرين كان شعار الشارع "يسقط يسقط حكم العسكر"، وفي 30 يونيو \ حزيران أصبح "الشرطة والشعب والجيش". هذه الشرطة التي كانت في مواجهة الشعب في 25 يناير \ كانون الثاني. لذلك لم ندخل في النقاش السياسي، فهو غير واضح: والي بيقولّك إنّه عارف حاجة.. ده بقى بيشتغلّنا!
كيف انتشرتم داخل مصر وخارجها؟
بدأنا ننتشر في الدول الأوروبية من ثم في الدول العربية. وخلال الثورة بدأنا نجول على المحافظات المصرية. هكذا عكسنا الآية. خطتنا الجديدة في الأشهر الآتية أن نتواصل مع الناس عبر الفايسبوك، لأنّه يمكن التوجّه مباشرة إلى الجمهور والتفاعل معه.
من هو منافسكم؟
هناك منافسة جميلة. أعتبر فرقة "كاريوكي" وفرقة "وسط البلد" منافسين لفرقتنا، لكن بشكل مهذّب ومريح، بلا ضغائن. هي المنافسة الإيجابية لنعمل على تحسين أعمالنا، بمعنى الغيرة الإيجابية التي تحفّز على خلق كلّ جديد في كلّ عمل.
البارحة حصلت الفرقة على المركز الأول في Middle East Music Awards، وهي جائزة يتم الاختيار فيها أفضل مغني، ملحن، موزع، منتج، تم اختيارنا كأفضل فرقة وأحسن مهندس صوت كان من ضمن فرقتنا محمد صالح.
هل أنتم فرقة Underground Music؟
لا أجد فكرة تصنيفنا كـ"Underground Music" صحيحة. فنحن لا نعزف الموسيقى الممنوعة، بل نقوم بحفلات أمام كلّ الناس، ويتمّ ترويج لحفلاتنا بوسائل الإعلانات العادية. فنحن فرق مستقلّة، ونعني بذلك أنّنا نصرف على أعمالنا من جهدنا الخاص. ونعمل كموسيقيين ومنتجين للفرقة في آن واحد.
الآن نحن بصدد تحضير ألبوم جديد، والأغاني كلّها ستكون جديدة، لم نطرحها أو نغنّيها في حفلاتنا السابقة، وكلماتها جديدة وليست ألحانها إعادة توزيع لأغاني قديمة.