في محاضرة تحت عنوان "رحلة في أثر ابن رشد في الأندلس" عند السابعة من مساء الغد في "منصة الفن المعاصر" (كاب) في الكويت، يتناول الروائي المصري إبراهيم فرغلي رحلته في عدّة مدن إسبانية أندلسية، خصوصاً قرطبة وإشبيلية وأليسانة.
كما يتناول زيارته لدير الإسكوريال في مدريد، الذي يحتوي مخطوطات أعمال الفقيه والفيلسوف الأندلسي ابن رشد، متتبعاً رحلة حياته ويلقي الضوء على أبرز محطاتها وأهمّ أفكاره في المجالات التي تطرق لها من فلسفة وفقه وعلوم متنوعة.
يقول الكاتب في تقديم محاضرته إن "شخصية ابن رشد ذات خصوصية شديدة في الثقافة العربية الإسلامية من جهة، ثم في تراث النهضة الغربي لاحقاً، وصولاً إلى العصر الراهن حيث لا تزال نظرياته الفلسفية تدرّس في أقسام الفلسفة الغربية في جامعات العالم، وهو الأمر الذي لا تتمتع به سيرته العلمية، مع الأسف، في ثقافتنا العربية".
ويروي فرغلي كيف أنه شغف بسيرة الفقيه والفيلسوف الأندلسي ابن رشد، فيضيف "بدأت بقراءة بعض ما تيسر من آثاره، وكثيراً مما كتب عنه، وانتهت برحلة قررت القيام بها في عدد من مدن الأندلس في محاولة لاقتفاء آثار الفيلسوف والفقيه، ومحاولة تكوين صورة أقرب ما يمكن من حياته عبر محاولة تخيل البيئة التي عاش بها ومعاينة المدن التي عاش بها".
وحول مخطوطاته في "مكتبة الإسكوريال" في مدريد التي بدأ صاحب "معبد أنامل الحرير" رحلته بها؛ يقول "استقبلني مدير المكتبة البروفيسور خوزيه لويس: مبدياً استعداده لإتاحة الفرصة لي للاطلاع على المتاح من مخطوطات ابن رشد".
ويُذكر أن "بعض المخطوطات يعود زمن نسخها إلى عام 637 هجرية، وخصوصاً شرح أرجوزة ابن سينا في الطب، التي أنجزها ابن رشد بين عشرات من ملخصات وشروح أعمال الفقهاء المسلمين، وبعض مقالاته في الطب".
انتقل فرغلي مباشرة من مدريد إلى إشبيلية، حيث عاش ابن رشد لعامين تولى خلالهما القضاء. ويقول عن ذلك "لا تذكر المصادر الكثير عن فترة حياة ابن رشد في إشبيلية، لكن كتاباً فرنسياً عن الفقيه المسلم يقول مؤلفه دومينيك أورفوا أنه خطب الجمعة في جامع إشبيلية الكبير، ولا عجب فقد كان قاضي إشبيلية بين عامي 1179 و1180، حيث ألّف أيضاً كتابيه الشهيرين: "فصل المقال في ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال"، و"الكشف عن مناهج الأدلة"".
تجوّل فرغلي، المقيم في الكويت، في قصر المعتمد بن العباد، وتخيّل حياة زرياب في المدينة، وسافر إلى قرطبة التي يصفها بأن لها "روح خاصة" وأنها كانت مدينة ابن رشد بامتياز، ويزور الكاتب المساجد والكاتدرائيات ويتطرّق في محاضرته إلى تجربة التجوال في هذه المدن وتخيّل فنانيها وكتابها.
كانت "منصة الفن المعاصر (كاب)"، نظمت سابقاً محاضرة تناولت رحلة الأكاديمي محمد السيد إلى الصين، وبهذه المبادرات ينتقل أدب الرحلة من الكتب إلى المحاضرات والتواصل المباشر مع المتلقي حولها.