انقر هنا لإرسال سؤالك.
يجيب عن أسئلة اليوم الأربعاء، الطبيب حسام التتري؛ وهو بروفيسور في جامعة غرب أونتاريو الكندية، وحاصل على البورد الأميركي في طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة.
سليم: هل من الممكن أن يعاني المصابون بفيروس كورونا من أعراض مستقبلية قد تجعلهم أكثر عرضة أمام أي أوبئة أو أمراض؟ أم يكتبسون مناعة؟
الحالات المتوسطة والخفيفة ليس لها أي عواقب مستقبلية، أمّا الحالات الشديدة فتبيّن أنّها قد تؤدي إلى نوع من التليّف في الرئة، وهو ما قد يؤثّر على وظائف الرئة على المدى البعيد. ولا نعلم إلى أي مدى سيستمر هذا التأثير، لأنّ المرض جديد ومسألة التليّف الرئوي بعد الالتهابات الفيروسية أيضاً جديدة. بيد أنّنا سنراقبها إلى أن تثبت الأبحاث مع الوقت إلى أي مدى يستمرّ هذا الأثر السلبي.
أمّا من جهة اكتساب المناعة، فظاهر الأمر أنّ من يصاب بفيروس كورونا ويشفى منه، سواء كانت الحالة خفيفة متوسطة أو شديدة، تتكوّن لديه مناعة تحميه من عودة الالتهاب لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات. وإن كنّا قد سمعنا عن بعض الحالات، التي أصيبت مرّة أخرى بالفيروس، لكن عندما نظرنا بدقة إليها، وجدنا أنّ المريض لم يعان في المرّة الثانية، مع أنّ نتيجة الاختبار كانت موجبة. ما يعني أنّ الفيروس دخل إلى أنفه مرّة أخرى، لكن لم يسبب مرضاً، وهو ما يثبت نظرية اكتساب المناعة بعد الشفاء من الإصابة الأولى.
ناريمان: لماذا في ظل كل هذا التطور الطبي عالمياً لم نستطع التوصل إلى لقاح لوباء كورونا؟
هذا الفيروس تركيبه مختلف ومعقّد جداً. وللأسف فشلت عدّة محاولات في الماضي لصنع لقاح، وأكثرها جدّية كانت محاولات عام 2002 عقب ظهور فيروس السارس، كذلك محاولات عام 2012 ولغاية 2014، بعد ظهور فيروس الميرس كورونا. لكن لم توفّق أي من هذه البحوث في الوصول إلى لقاح. ولهذا حقيقة، أنا أنظر بعين الشك إلى التجارب الحالية، متمنياً نجاح أحدها بإذن الله.
محمد: لماذا الحالات في أفريقيا منخفضة للغاية، هل فعلاً للطقس الحار علاقة بالأمر؟
هناك نظريتان، أولاً لم يكن هناك الكثير من حركة التنقّل بين الصين وأفريقيا، لذلك لم ينتقل الفيروس بكثرة، أمّا البلد الذي كان بينه وبين الصين حركة تنقّل كثيفة، مثل جنوب أفريقيا، فلديه إصابات بـ"كوفيد 19". والنظرية الثانية هي أنّه لم يكن هناك ما يكفي من الاختبارات لمعرفة عدد الحالات المصابة، بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الضعيف.
مهاد: ما النصائح التي يجب اتباعها لتقوية جهاز المناعة أمام هكذا أوبئة؟
بالنسبة لتقوية جهاز المناعة، يخطئ من يعتقد بأنّه من الممكن تقويته عن طريق تناول أدوية ومكمّلات غذائية وفيتامينات. جهاز المناعة تبدأ تقويته من لحظة الولادة عبر توفير رضاعة طبيعية للطفل لمدّة ستّة أشهر على الأقل، ومن ثمّ المحافظة على تقديم اللقاحات في مواعيدها، كي يتدرّب ويتقوّى جهاز المناعة. فضلاً عن المحافظة على غذاء متّزن وطبيعي، خال من السكّريات والدهون المشبعة والمواد المصنّعة واللحوم الصناعية، بالإضافة إلى النوم الليلي، والمقصود بذلك أن يأخذ الطفل أو الشخص قسطاً وافراً من النوم، تتراوح مدّته بين التاسعة مساء والخامسة فجراً، وهو الوقت الذي يحتاجه الجسم لتجديد خلاياه بما فيها خلايا المناعة.
ولاء: هل يؤثر استخدام المعقمات بكثرة على البشرة وخصوصاً لدى النساء؟
كثرة استخدام المعقمات والتي بطبيعة الحال تحتوي على نسبة عالية من الكحول قد تؤدي إلى جفاف الجلد، بالذات عند الفئات الأكثر حساسية ويعود ذلك لأسباب وراثية. فبعض الناس تولد مع قابلية أكبر للجفاف، وهؤلاء يتأثّرون للغاية، بكثرة استخدام الكحول، لذلك ننصحهم باستخدام الماء والصابون أكثر، وبالتحديد الصابون الذي يحتوي على نسبة عالية من الكريم المرطّب.
ياسر: هل يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل عبر الهواء؟
الثابت علمياً أنّ الفيروس ينتقل عن طريق اللمس بشكل رئيسي أو عن طريق التواصل عن قرب، بمعنى انتقال الرذاذ من فم شخص عبر الكحّة أو العطس من مسافة قريبة تقل عن مترين أو عن طريق ملامسة الأسطح التي سقط عليها الفيروس. أمّا نظرية بقاء الفيروس معلّقاً في الهواء، فهي نظرية تمّ طرحها في عدّة أبحاث لكن لم تثبت علمياً لأنّه حتى وإن ثبت وجود بعض الفيروسات عالقة في الهواء، فلم يثبت أنّها تبقى بكميات كافية، لنقل المرض إلى الأشخاص الآخرين المتواجدين في المكان.
رولا: هل لا يزال آمناً تلقي الطرود من المناطق التي أبلغت عن حالات إصابة بفيروس كورونا؟
نعم، من الممكن تلقّي الطرود من الصين وغيرها، بشرط تنظيف الأسطح وفق الطرق المعتمدة، وهي إمّا عن طريق مسح أسطح الكرتون بمحلول الكلور، الذي يتم إعداده عن طريق خلط عشرين مليغرام من الكلور في ليتر من الماء أو عبر منظّفات الأسطح التي تحتوي على نسبة كحول تتراوح بين ستين وتسعين في المائة.