وواجهت المجموعة الإعلامية التي تعرضت لهجمات متكررة من قبل الرئيس، رودريغو دوتيرتي، عدة أشهر من عدم اليقين بشأن مستقبلها، إذ أُجِّل طلب تجديد امتيازها، وهو شرط من أجل مواصلة عملها، من قبل الكونغرس.
ولدى ABS-CBN أكثر من 11000 موظف. وقال وزير العدل ميناردو غيفارا إن القرار يمكن استئنافه في المحاكم، حسب "رابلر".
وكان من المتوقع أن يُسمح للشبكة بمواصلة البث في أثناء الإغلاق المفروض بسبب فيروس كورونا، خصوصاً أنّ الوصول إلى معلومات موثوقة يعدّ أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة. ولا يزال ملايين الأشخاص الذين يعيشون في عاصمة البلاد والمدن الرئيسية تحت إجراءات الحجر الصحي حتى منتصف مايو/ أيار.
لكن الشبكة توقّفت عن البث قبل الساعة الثامنة من مساء يوم أمس الثلاثاء، مباشرةً عقب قرار الهيئة الوطنية للاتصالات. وبحسب "ذا غارديان"، فقد أُنهيَ امتيازها لمدة 25 عاماً في الكونغرس، يوم الاثنين.
وهدد دوتيرتي مراراً بوقف ABS-CBN، واتهمها سابقاً بالفشل في بث إعلانات حملته الانتخابية وعدم إعادة المدفوعات. وفي خطاب ألقاه في ديسمبر/ كانون الأول، سخر من الشبكة قائلاً: "ABS-CBN، عقدك على وشك الانتهاء. أفضل حالاً أن تبيعيه... سأتأكد من أنك ستتذكرين هذه الحلقة من أوقاتنا إلى الأبد".
في فبراير/ شباط، تحرك محامو الحكومة لتجريد المجموعة الإعلامية من امتيازها من خلال تقديم عريضة إلى أعلى محكمة في البلاد تدعي أنها انتهكت قواعد الملكية الأجنبية.
وتشير المجموعات الإعلامية إلى أن الشبكة وفّرت تغطية انتقادية لرئاسة دوتيرتي، بما في ذلك حملته الوحشية على المخدرات، التي قتل فيها آلاف الأشخاص.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُغلَق فيها ABS-CBN. في سبتمبر/ أيلول 1972، استُولي على مقر الشركة واستُخدمت قنواتها لنشر الدعاية الحكومية، بعد أن أعلن رئيس الفيليبين آنذاك فرديناند ماركوس الأحكام العرفية. وأعيد فتحها بعد 14 عاماً، عندما أُسقط ماركوس.
في الآونة الأخيرة، تراجعت حرية وسائل الإعلام في الفيليبين تحت حكم دوتيرتي. وتحتل البلاد المرتبة الـ 136 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمية لمنظمة "مراسلون بلا حدود" (RSF). وأشارت إلى التهديدات بالعنف ضد الصحافيين، وحملات المضايقة عبر الإنترنت التي تشنها جيوش متصيدين مؤيدة لدوتيرتي، والتهم القانونية المتعددة التي تواجه موقع Rappler ورئيسة تحريره ماريا ريسا.