22 سبتمبر 2020
إسرائيل عام 2040.. قراءة ديمغرافية
رسم تقرير أصدره أخيراً المجلس الوطني للاقتصاد في إسرائيل، وهو هيئة تابعة لمكتب رئيس الحكومة، صورة إسرائيل الديمغرافية المحتملة وفق إسقاطات سكانية حتى عام 2040، ووفق التقديرات، من المتوقع أن تطرأ زيادة على مجموع سكّان إسرائيل حتى عام 2040، نسبتها 52،2% حيث سيصل عدد السكان الذي هو حاليا نحو ثمانية ملايين نسمة إلى 12 مليون نسمة على الأقل، وإلى 14 مليونا على الأكثر، لكن التقرير أغفل، بشكل جلي، العوامل الطبيعية، أي المواليد والوفيات، وغير الطبيعية، وخصوصا هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة من دول العالم، وهي الهجرة التي تساهم، بشكل مباشر وجوهري، في زيادة السكان والتركيبة العمرية أيضاً.
اللافت، حسب التقرير، أن تركيبة السكان في إسرائيل في العام 2040 ستكون مختلفة عما هي عليه اليوم، حيث يشكل السكان اليهود غير المتدينين في إسرائيل الآن 8%، ونحو 11% من السكان الآخرين يهود متديّنون، و20% هي نسبة العرب في داخل إسرائيل. ولكن في العام 2040، من المتوقع أن تصل نسبة السكان الحريديين 20%. في مقابل ذلك، ستصل نسبة العرب إلى 21،3% من سكان إسرائيل. ويرى التقرير أن مرد التغييرات في التركيبة السكانية الإسرائيلية مضاعفة عدد السكان اليهود المتدينين تقريبا، وارتفاع نسب الولادة العالية غير المتجانسة بين المجموعات المختلفة، فضلاً عن ارتفاع مستوى متوسط العمر المتوقع للفرد، حيث تجاوز، وفق تقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة 75 عاماً في السنوات القليلة الماضية. وبالأرقام المطلقة، سيصل مجموع العرب في إسرائيل في العام 2040 إلى ما بين 2،3 إلى ثلاثة ملايين عربي، مقارنة بنحو 1،7 مليون في العام 2015.
مثل غيره من التقارير الإسرائيلية، غيّب التقرير الجديد الذي قدّر التطورات الديمغرافية في إسرائيل حتى عام 2040 مؤشرات ومعطيات عديدة بشأن ظاهرة الشيخوخة الزاحفة في المجتمع الإسرائيلي التي باتت تؤرق أصحاب القرار والمخططين الاستراتيجيين في إسرائيل، حيث لا يشكل الأطفال سوى 29% من التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين. وفي مقابل
ذلك، وصلت نسبة الشيوخ (65 سنة وما فوق) إلى 10%. وبذلك يعتبر التجمع الاستيطاني هرماً وفق المعايير الديمغرافية الدولية، ومرد ذلك انخفاض الزيادة الطبيعية بين أفراد التجمع اليهودي الاستيطاني، الناتج في الأساس عن ضعف الخصوبة لدى المرأة اليهودية الذي لا يتجاوز مولودين طوال حياتها الإنجابية، في حين يتجاوز أربعة مواليد للعربية الفلسطينية في فلسطين المحتلة.
ولهذا، سعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلى الحد من الهواجس الإسرائيلية الديمغرافية، عبر محاولات حثيثة لتهيئة الظروف، من أجل جذب عدد كبير من يهود أفريقيا وآسيا، نظراً إلى ارتفاع نسب المواليد بينهم. وليس الأمر بهذه السهولة، نظراً إلى أن عوامل دفع هؤلاء اليهود من بلدانهم الأصلية باتجاه إسرائيل غير ناضجة، ناهيك عن أن النسبة الكبرى من يهود العالم يتمركزون في دولٍ تتمتع بعوامل جذب اقتصادي مرتفعة، مثل الولايات المتحدة، حيث يصل مجموع اليهود فيها إلى 5،5 ملايين يهودي من أصل 13 مليونا ومائة ألف يهودي خلال العام الحالي 2017. وحتى لو استطاعت إسرائيل دفع آلاف اليهود من تلك الدول إليها، فذلك لن يعزّز فكرة اتساع قاعدة الهرم السكاني التي تمثل الأطفال، خصوصاً أن الخصوبة بين اليهود الأشكيناز أساساً، والذين يشكلون نحو 40% من اليهود في إسرائيل، لا تزال منخفضة، ولا تتعدى مولودين للمرأة كما أشير أعلاه، طوال حياتها الإنجابية. وتبعاً لذلك، تشير الاحتمالات إلى عدم قدرة أصحاب القرار في إسرائيل على الحد من تفاقم ظاهرة الشيخوخة التي تلاحق التجمع الاستيطاني الإسرائيلي، خصوصاً وأن لها أبعاداً متشعبة، تتعدى القرار السياسي الداعي إلى هجرة مزيدٍ من يهود العالم إلى فلسطين المحتلة، بغية الإخلال في التوازن الديمغرافي أولاً، وصولاً إلى قلب المعادلة الديمغرافية لصالح التجمع الاستيطاني اليهودي في المدى البعيد.
على الرغم من التفاؤل في تقديرات التقرير الإسرائيلي الجديد لجهة مجموع السكان اليهود في إسرائيل عام 2040، فإن القراءة الديمغرافية تشي بعكس ذلك، نظراً إلى أن هناك 400 ألف يهودي إسرائيلي لن يعودوا إلى إسرائيل، لاسيما أن أغلبيتهم يحملون جنسيات دول أخرى، وخصوصا الأميركية والأوروبية منها، ناهيك عن ميزان الهجرة السلبي إلى إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، بفعل تراجع العوامل الجاذبة. ولهذا ستسعى إسرائيل، بالتعاون والتنسيق مع الوكالة اليهودية، إلى تمويل حملات كبيرة ومنظمة في المستقبل، لجذب نحو 200 ألف من الأرجنتين، وعدة آلاف من يهود الفلاشا في إثيوبيا، فضلاً عن محاولات حثيثة لاجتذاب نحو 80 ألفاً من يهود الهند وجنوب أفريقيا. وقد أصبحت أبواب هجرة يهود أوروبا وأميركا الشمالية في حدودها الدنيا، بسبب انعدام عوامل الطرد منها، خصوصا أن يهود العالم يتمركزون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة، فمن بين 13 مليونا ومائة ألف يهودي في العالم حالياً، ثمّة 5،5 ملايين منهم في الولايات المتحدة. ولهذا، لن تكون التقديرات لصورة إسرائيل الديمغرافية لعام 2040 دقيقة وصائبة، وفق قراءة ديمغرافية متأنية للتقرير الإسرائيلي المشار إليه.
اللافت، حسب التقرير، أن تركيبة السكان في إسرائيل في العام 2040 ستكون مختلفة عما هي عليه اليوم، حيث يشكل السكان اليهود غير المتدينين في إسرائيل الآن 8%، ونحو 11% من السكان الآخرين يهود متديّنون، و20% هي نسبة العرب في داخل إسرائيل. ولكن في العام 2040، من المتوقع أن تصل نسبة السكان الحريديين 20%. في مقابل ذلك، ستصل نسبة العرب إلى 21،3% من سكان إسرائيل. ويرى التقرير أن مرد التغييرات في التركيبة السكانية الإسرائيلية مضاعفة عدد السكان اليهود المتدينين تقريبا، وارتفاع نسب الولادة العالية غير المتجانسة بين المجموعات المختلفة، فضلاً عن ارتفاع مستوى متوسط العمر المتوقع للفرد، حيث تجاوز، وفق تقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة 75 عاماً في السنوات القليلة الماضية. وبالأرقام المطلقة، سيصل مجموع العرب في إسرائيل في العام 2040 إلى ما بين 2،3 إلى ثلاثة ملايين عربي، مقارنة بنحو 1،7 مليون في العام 2015.
مثل غيره من التقارير الإسرائيلية، غيّب التقرير الجديد الذي قدّر التطورات الديمغرافية في إسرائيل حتى عام 2040 مؤشرات ومعطيات عديدة بشأن ظاهرة الشيخوخة الزاحفة في المجتمع الإسرائيلي التي باتت تؤرق أصحاب القرار والمخططين الاستراتيجيين في إسرائيل، حيث لا يشكل الأطفال سوى 29% من التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين. وفي مقابل
ولهذا، سعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلى الحد من الهواجس الإسرائيلية الديمغرافية، عبر محاولات حثيثة لتهيئة الظروف، من أجل جذب عدد كبير من يهود أفريقيا وآسيا، نظراً إلى ارتفاع نسب المواليد بينهم. وليس الأمر بهذه السهولة، نظراً إلى أن عوامل دفع هؤلاء اليهود من بلدانهم الأصلية باتجاه إسرائيل غير ناضجة، ناهيك عن أن النسبة الكبرى من يهود العالم يتمركزون في دولٍ تتمتع بعوامل جذب اقتصادي مرتفعة، مثل الولايات المتحدة، حيث يصل مجموع اليهود فيها إلى 5،5 ملايين يهودي من أصل 13 مليونا ومائة ألف يهودي خلال العام الحالي 2017. وحتى لو استطاعت إسرائيل دفع آلاف اليهود من تلك الدول إليها، فذلك لن يعزّز فكرة اتساع قاعدة الهرم السكاني التي تمثل الأطفال، خصوصاً أن الخصوبة بين اليهود الأشكيناز أساساً، والذين يشكلون نحو 40% من اليهود في إسرائيل، لا تزال منخفضة، ولا تتعدى مولودين للمرأة كما أشير أعلاه، طوال حياتها الإنجابية. وتبعاً لذلك، تشير الاحتمالات إلى عدم قدرة أصحاب القرار في إسرائيل على الحد من تفاقم ظاهرة الشيخوخة التي تلاحق التجمع الاستيطاني الإسرائيلي، خصوصاً وأن لها أبعاداً متشعبة، تتعدى القرار السياسي الداعي إلى هجرة مزيدٍ من يهود العالم إلى فلسطين المحتلة، بغية الإخلال في التوازن الديمغرافي أولاً، وصولاً إلى قلب المعادلة الديمغرافية لصالح التجمع الاستيطاني اليهودي في المدى البعيد.
على الرغم من التفاؤل في تقديرات التقرير الإسرائيلي الجديد لجهة مجموع السكان اليهود في إسرائيل عام 2040، فإن القراءة الديمغرافية تشي بعكس ذلك، نظراً إلى أن هناك 400 ألف يهودي إسرائيلي لن يعودوا إلى إسرائيل، لاسيما أن أغلبيتهم يحملون جنسيات دول أخرى، وخصوصا الأميركية والأوروبية منها، ناهيك عن ميزان الهجرة السلبي إلى إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، بفعل تراجع العوامل الجاذبة. ولهذا ستسعى إسرائيل، بالتعاون والتنسيق مع الوكالة اليهودية، إلى تمويل حملات كبيرة ومنظمة في المستقبل، لجذب نحو 200 ألف من الأرجنتين، وعدة آلاف من يهود الفلاشا في إثيوبيا، فضلاً عن محاولات حثيثة لاجتذاب نحو 80 ألفاً من يهود الهند وجنوب أفريقيا. وقد أصبحت أبواب هجرة يهود أوروبا وأميركا الشمالية في حدودها الدنيا، بسبب انعدام عوامل الطرد منها، خصوصا أن يهود العالم يتمركزون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة، فمن بين 13 مليونا ومائة ألف يهودي في العالم حالياً، ثمّة 5،5 ملايين منهم في الولايات المتحدة. ولهذا، لن تكون التقديرات لصورة إسرائيل الديمغرافية لعام 2040 دقيقة وصائبة، وفق قراءة ديمغرافية متأنية للتقرير الإسرائيلي المشار إليه.