لم تتعافَ الصين حتى الآن من تأثيرات فيروس كورونا، حتى ظهرت بكتيريا جديدة من شأنها تهديد حياة الآلاف، وتحولها مستقبلاً إلى جائحة أخرى، إذ أصابت عدة آلاف من الأشخاص نتيجة تسرب حصل في شركة أدوية بيولوجية، بحسب ما كشفته السلطات في شمال غرب البلاد.
وأكدت لجنة الصحة بمدينة لانتشو عاصمة مقاطعة قانسو، إصابة 3245 شخصًا بمرض البروسيلا، والذي غالبًا ما يكون ناتجاً عن ملامسة الماشية التي تحمل بكتيريا البروسيلا.
وقالت لجنة الصحة بالمدينة، إنّ 1401 شخص ثبتت إصابتهم مبدئيًا بالمرض، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي وفيات. وبحسب تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية، فإنّ السلطات اختبرت نحو 21847 شخصاً من أصل 2.9 مليون نسمة في المدينة.
Several thousand people in northwest China have tested positive for a bacterial disease, authorities said on Tuesday, in an outbreak caused by a leak at a biopharmaceutical company last year. https://t.co/TZ2RYQ57xO
— CNN International (@cnni) September 18, 2020
ويمكن أن يسبب المرض، المعروف أيضاً باسم حمى مالطا أو حمى البحر الأبيض المتوسط، أعراضاً تشمل الصداع وآلام العضلات والحمى والتعب. في حين أنّ هذه الأعراض قد تهدأ، ويمكن أن تصبح بعض الأعراض مزمنة أو لا تختفي أبدًا، مثل التهاب المفاصل أو تورم في أعضاء معينة، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة.
وبحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر نادر للغاية. وبدلاً من ذلك، يصاب معظم الناس عن طريق تناول طعام ملوث أو استنشاق البكتيريا - ويبدو أن هذا هو الحال في لانتشو.
وقد نشأ هذا التفشي للبكتيريا نتيجة تسرب في مصنع الأدوية البيولوجية Zhongmu Lanzhou، الذي وقع بين أواخر يوليو/ تموز وأواخر أغسطس/آب من العام الماضي، بحسب ما أعلنته اللجنة الصحية بالمدينة.
وقد حدث التسرب، بعد قيام خبراء في المصنع، بإنتاج لقاحات البروسيلا للاستخدام الحيواني، حيث استخدم المصنع مطهرات منتهية الصلاحية، ولذا لم يتم القضاء على جميع البكتيريا في غاز النفايات.
ويشكل غاز النفايات الملوث الهباء الجوي الذي يحتوي على البكتيريا، حيث تسرب الغاز إلى الهواء، ونقلته الريح من معهد لانتشو للأبحاث البيطرية حيث ظهر التفشي لأول مرة.
بدأ الأشخاص في المعهد الإبلاغ عن الإصابات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسرعان ما تسارع انتشار البكتيريا. وبحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أصيب 181 شخصًا على الأقل في المعهد بداء البروسيلات، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية.
ومن بين المرضى المصابين الآخرين طلاب وأعضاء في هيئة التدريس بجامعة لانتشو. وقد أفادت وكالة الأخبار في ذلك الوقت بأنّ تفشي المرض انتشر إلى مقاطعة هيلونغجيانغ، في أقصى الطرف الشمالي الشرقي من البلاد، حيث حددت 13 حالة موجبة في المعهد البيطري.
في الأشهر التي أعقبت تفشي المرض، بدأ المسؤولون الإقليميون في إجراء تحقيق في التسريب في المصنع، وقد ألغت السلطات تراخيص إنتاج اللقاح للمصنع، وسحبت أرقام الموافقة على المنتج لقاحين من داء البروسيلات.
وأعلنت لجنة الصحة في لانتشو أنّ 11 مستشفى عاماً ستوفر فحوصات مجانية ومنتظمة للمرضى المصابين. ولم يقدم تقرير لجنة الصحة تفاصيل إضافية حول تعويضات المرضى، باستثناء أنه سيتم إطلاقه على دفعات ابتداء من أكتوبر/ تشرين الأول.
كان داء البروسيلات أكثر شيوعًا في الصين في الثمانينيات، رغم أنه انخفض منذ ذلك الحين مع ظهور اللقاحات وتحسين الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها. ومع ذلك، كان هناك عدد قليل من حالات تفشي مرض البروسيلا في جميع أنحاء العالم في العقود القليلة الماضية.
أصاب تفشي المرض في البوسنة حوالي 1000 شخص في عام 2008، مما دفع إلى إعدام الأغنام وغيرها من الماشية المصابة.
في الولايات المتحدة، كلف داء البروسيلا الحكومة الفدرالية وصناعة الثروة الحيوانية مليارات الدولارات. حوالي 60% من إناث البيسون في حديقة يلوستون الوطنية تحمل البكتيريا، وفقًا لسلطات المتنزهات الوطنية.
ما هو داء البروسيلا؟
بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البربطانية، فإنّ داء البروسيلات لا يزال يمثل مشكلة على مستوى العالم، وبحدث في عديد من الدول منها اليونان، إسبانيا، وإيطاليا.
ويشير خبراء الصحة إلى أن البروسيلا يعد واحداً من أنواع البكتيريا الأكثر شيوعًا التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر في جميع أنحاء العالم.
لا يتسبب داء البروسيلا دائمًا في ظهور أعراض، وقد تستمر العدوى لعدة أشهر دون أن يعلم أحد أنه مصاب بها. يصاب البشر عادةً بداء البروسيلا عن طريق تناول الحليب غير المبستر أو منتجات الألبان من الحيوانات المصابة، أو نادرًا جدًا عن طريق تناول اللحوم النيئة من هذه الحيوانات.
ومع ذلك يمكن التقاطه عن طريق استنشاق الغبار أو من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات أو الأسطح المصابة. نادرًا ما يكون داء البروسيلا مميتًا عند البشر على الرغم من أن بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة مثل التهاب الشغاف والتهاب السحايا، خاصةً إذا تُركت دون علاج.