لا يكفّ العاملون في القطاع الصحي في ألمانيا عن إعداد الدراسات حول العادات الغذائية السيئة للمواطنين. ويمكن القول إن الطبخ بات يشكل تحدياً حقيقيا للمجتمع، بخاصة أن الأكل الصحي الذي يحتوي على سعرات حرارية أقل، وسط ضغوط الحياة وضيق الوقت. أمور تدفع كثيرين إلى اللجوء إلى مطاعم الوجبات السريعة.
أخيراً، أعلن معهد فورسا المتخصص بالصحة في ألمانيا، في دراسة أجراها على ألف شخص، أن نصف الأسر في ألمانيا تطهو بانتظام، فيما تكتفي البقية بالطبخ في نهاية الأسبوع فقط، وتأكل مما أعدّته خلال أيام الأسبوع الخمسة. ولفتت إلى أن ذوي الدخل المحدود هم الأكثر اعتماداً على الوجبات السريعة. تطرقت الدراسة أيضاً إلى المشاكل الصحية الناتجة عن تغير نمط الحياة والعادات الغذائية، كمرض الحساسية مثلاً، الذي يعاني منه نحو 17 في المائة من المستطلعة آراؤهم.
وأشارت الدراسة إلى أن نصف العينة (نساء ورجالا) تولي الطعام أهمية كبرى، وهي مستعدة لاستثمار الوقت والمال لتحضيره، ويهتم 45 في المائة من هؤلاء بالطعام اللذيذ، و35 في المائة بإعداد وجبات صحية، خاصة النساء اللواتي يركزن على تناول أطعمة تحتوي على سعرات حرارية قليلة. ولفتت الدراسة أيضاً إلى أنه يصعب على الألمان الاستغناء عن اللحوم أو النقانق في إحدى وجباتهم. كذلك أكدت أن الرجال والنساء يتناولون الكمية نفسها من الشوكولا والسكاكر بسبب شعورهم بالإحباط، لافتة إلى أن 45 في المائة من النساء يكن أكثر إقبالاً على تناول الطعام لدى إصابتهن بالاكتئاب. وأكد المستطلعون أن العقبة الكبيرة في تحضير طعام صحي تتمثل في ضيق الوقت واستجداء الراحة، كون الطعام الصحي يحتاج إلى وصفات وتحضيرات أكثر تعقيداً من الطعام العادي. وذكرت أن تحضير الطعام بات بمثابة عمل إضافي في حياة الألمان، حتى إنهم يأكلون أثناء العمل أو قراءة رسائل إلكترونية أو مشاهدة التلفاز.
كثير من الألمان لا يبدون راضين عن أوزانهم (واحد من أصل اثنين بحسب الدراسة). وحاول نصف هؤلاء اتباع حميات غذائية لتخفيض أوزانهم. تجدر الإشارة إلى أن الألمان يكثرون من تناول البطاطا والخبز والجبن خلال فصل الشتاء، علماً أن البلاد تنتج أكثر من 400 نوع من الخبز. ولا ينسون اللحوم التي تمنحهم الطاقة والدفء. كذلك، يفتقر المطبخ الألماني إلى التنوع في البهارات ما يحد من خياراتهم. وتعد شطيرة الخبز مع الزبدة أساسية في وجبة الصباح.