أعلنت، مساء السبت، ثلاثة أحزاب إسلامية في الجزائر، عن تشكيل اتحاد سياسي يتوج بالاندماج في حزب واحد، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمقررة قبل العاشر من مايو/أيار المقبل، في قوائم موحدة.
ونظمت أحزاب "حركة النهضة"، و"جبهة العدالة والتنمية"، و"حركة البناء"، حفلا حاشدا في العاصمة الجزائرية، احتفاء بإعلان اندماجها السياسي، وتوافقها على الوحدة والاندماج، في إطار تحالف سياسي استراتيجي وحدوي، تحت مسمى "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء".
وقال الأمين العام لـ"حركة النهضة" محمد ذويبي، إن"هذه المبادرة تأتي في سياق ترميم جبهة التيار الإسلامي ولم الشمل وتوحيد الصفوف"، مشيرا إلى أن "هذا الاتحاد يتجاوز الأفق الانتخابي، إلى تحقيق وحدة اندماجية كاملة".
من جانبه، أكد الأمين العام لـ "حركة البناء" أحمد الدان أن "هذا الاتحاد السياسي ليس موجها ضد أحد، لكنه مشروع لخدمة الجزائر"، ودعا باقي الأحزاب الاسلامية إلى الالتحاق بهذه المبادرة قائلا "دعوتنا واضحة إلى كل من يريد أن يلتحق بنا، فإن الباب مفتوح أمام من يريد أن يسهم معنا في خدمة الجزائر".
وفي هذا السياق، دعا الرئيس السابق لـ"حركة مجتمع السلم" أبو جرة سلطاني إلى عقد قمة بين قيادات الأحزاب الإسلامية لمناقشة واقع وتحديات التيار الإسلامي، وإنهاء الخلافات الراهنة بينها.
وقبل عام 1999، كانت "حركة النهضة"، و"جبهة العدالة والتنمية" حزبا سياسيا واحدا، قبل أن ينسحب رئيس "حركة النهضة" حينها عبد الله جاب الله من الحركة مع كتلة من الكوادر والقيادات، رفضا لقرار الحركة دعم ترشح عبد العزيز بوتفليقة في عهدته الرئاسية الأولى في أبريل 1999، والتي ترشح فيها جاب الله أيضا.
أما "حركة البناء"، فهي حزب سياسي انشق من الحزب الأم لإخوان الجزائر، حركة "مجتمع السلم" عام 2008، حيث انسحبت كتلة من كوادر الحركة وأسست حزب "جبهة التغيير"، قبل أن ينشق هذا الحزب الفتي على نفسه بعد إعلان كتلة من كوادره الانشقاق وتأسيس حركة البناء.
ورفضت "حركة البناء"، العودة والالتحاق بمسار الوحدة السياسية التي اتفقت عليها "حركة مجتمع السلم" و"جبهة التغيير"، وفضلت الالتحاق بالاتحاد مع "حركة النهضة" و"جبهة العدالة والتنمية".
ويحتاج تجسيد قرار الاندماج بين الأحزاب السياسية الثلاثة إلى فترة زمنية لما بعد الانتخابات المقبلة، حيث يفرض على كل حزب تنظيم مؤتمر وطني لإعلان حل نفسه، ثم تنظيم مؤتمر موحد للإعلان عن قيادة سياسية موحدة للحزب السياسي الجديد.
وقال القيادي في "جبهة العدالة والبناء" لخضر بن خلاف إن "الأحزاب الثلاثة قررت تشكيل هيئة تشرف على إدارة الانتخابات البرلمانية المقبلة، على أن يتم النظر بعد الانتخابات في آليات تجسيد وتنفيذ قرار اندماج الأحزاب الثلاثة".
وأضاف بن خلاف أن "قطار الاتحاد بين الأحزاب الثلاثة انطلق في الوقت المناسب، ويحتاج إلى جهود وصبر وتنازل الجميع لخوض أول سباق"، في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلى أن "هناك جهدا ينتظر كوادر الأحزاب الثلاثة، لتجسيد أهداف الاتحاد ميدانيا، وخلق الأطر المشتركة اللازمة، والاستعداد لخوض الانتخابات بروح الفريق الواحد".
وتعد تجربة الوحدة بين الأحزاب الإسلامية الثلاثة، الثانية من نوعها في الجزائر، بعد إعلان "حركة مجتمع السلم"، و"جبهة التغيير" في الخامس يناير الجاري، إعادة لم الشمل وتحقيق الوحدة بينهما، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في قوائم موحدة.
ومن شأن تجربة التئام الأحزاب الإسلامية في تكتلين سياسيين، تكتل يضم "حركة مجتمع السلم" و"جبهة التغيير"، وتكتل يضم "حركة النهضة"، و"جبهة العدالة والتنمية"، و"حركة البناء"، أن يرمم الكتلة الناخبة للإسلاميين، ويرفع من حظوظهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.