وقال وزراء خارجية القوى الغربية السبع الكبرى إن "الإرهاب تهديد أمني شامل يتطلب تعاونا دوليا وردودا مكثفة"، قبل أن يضيفوا: "ندعم بحزم إرادة التحالف في تكثيف وتسريع الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتابع الوزراء المجتمعون في هيروشيما، حيث أسقطت الولايات المتحدة قنبلة نووية في السادس من أغسطس/ آب عام 1945، أنه "ردا على المستوى الحالي للتهديد، نعمل على خطة عمل لمجموعة السبع حول مكافحة الإرهاب، ستشمل إجراءات عملية لتعزيز جهود مجموعة السبع والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب".
وشدد البيان، أيضا، على أن جهود تخليص العالم من الأسلحة النووية أصبحت أكثر تعقيدا، جراء "استفزازات كوريا الشمالية المتكررة، وبسبب الأوضاع الأمنية التي تزداد سوءا في سورية وأوكرانيا"، مبرزا أن الأطراف المجتمعة تعتبر "إجراء كوريا الشمالية أربعة اختبارات نووية خلال القرن الواحد والعشرين أمرا يدعو للأسى الشديد".
وأضاف "إعلان هيروشيما"، بخصوص نزع السلاح النووي: "نؤكد من جديد التزامنا بالسعي لعالم أكثر أمانا للجميع وتهيئة الأوضاع لعالم بلا أسلحة نووية بطريقة تعزز الاستقرار الدولي".
وفي بيان تفصيلي منفصل في هذا الصدد، خص وزراء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الشطر الكوري الشمالي بالنقد الحاد، حيث أوردوا: "ندين بأقوى لهجة ممكنة التجربة النووية التي جرت في السادس من يناير، وعمليات الإطلاق التي تمت باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية في السابع من فبراير/ شباط والعاشر والثامن عشر من مارس/ آذار التي قامت بها كوريا الشمالية".
وكانت كوريا الشمالية أعلنت، السبت أيضا، أنها اختبرت بنجاح محرك صاروخ بالستي عابر للقارات، مشيرة إلى أن هذه التجربة "تضمن" قدرتها على توجيه ضربة نووية إلى الولايات المتحدة.
وقال وزراء الخارجية: "نعبر عن معارضتنا الشديدة لأي أفعال ترهيب قسرية أو استفزازية من جانب واحد يمكنها أن تغير الوضع الراهن وتزيد من التوتر".
وفيما يبدو أنه إشارة لنزاع الصين مع الفيليبين، دعت المجموعة، أيضا، دول المنطقة إلى احترام القوانين الملاحية الدولية، وتطبيق أي حكم ملزم يصدر عن المحاكم والهيئات القضائية.
وفي سياق متصل، دعا جون كيري، وهو أول وزير خارجية أميركي وأرفع مسؤول حكومي في بلده يزور نصب هيروشيما منذ أن قصفت الولايات المتحدة المدينة بقنبلة نووية في 1945، اليوم الاثنين، إلى "وضع حد لتهديد الأسلحة الذرية".
ووصفت اليابان زيارة كيري ونظرائه في مجموعة السبع، التي جرت في إطار اجتماع تحضيري قبل قمة ستعقد في مايو/ أيار المقبل، بـ"التاريخية".
ووصل وزراء الخارجية قبيل ظهر الاثنين إلى متحف نصب السلام، الذي يشكل شهادة محزنة على القصف النووي الذي دمر المدينة وأودى بحياة 140 ألف شخص في السادس من أغسطس/ آب 1945.
وكتب وزير الخارجية في الكتاب الذهبي للمتحف أن "كل العالم يجب أن يرى قوة هذا النصب ويشعر بها"، كما ورد في النص الذي وزعته وزارة الخارجية الأميركية.
وأكد كيري، الذي قاتل في حرب فيتنام قبل أن يصبح مشككا في النزعة التدخلية للولايات المتحدة ومؤيدا لنزع السلاح، أن "هذا يذكرنا بقوة وقسوة بأن واجبنا لا يقتصر على وضع حد لتهديد الأسلحة النووية، بل علينا أيضا أن نفعل كل ما هو ممكن لتجنب الحرب".
وبعد زيارتهم للمتحف الذي يعكس حجم الكارثة بصور قاسية، توجه وزراء خارجية دول مجموعة السبع إلى الحديقة المحيطة به، ووضعوا أكاليل من الورود أمام القوس الذي يشرف على قبر دونت عليه أسماء الضحايا، مع وعد حفر على الحجر "ارقدوا بسلام، فلن نسمح بتكرار هذه الفاجعة".
واستقبلهم حشد من التلاميذ الذين كانوا يلوحون بأعلام الدول السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا)، وقاموا بتسليمهم عقدا لطيور من ورق ترمز إلى السلام.
وبدا كيري مبتسما وصافح الأطفال، قبل أن يقف متجهما أمام النصب إلى جانب نظيره الياباني فوميو كيشيدا.
ويمكن أن تمهد زيارة كيري لمشاركة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع في 26 و27 مايو/ أيار في الأرخبيل، وإن لم يتخذ أي قرار رسمي حتى الآن.
وذكرت "فرانس برس" أنه ردا على سؤال، مساء الأحد، حول ما إذا كان كيري سيعبر عن الأسف، قال دبلوماسي أميركي إن وزير الخارجية لن يقدم "اعتذارات" رسمية، لكنه مثل "كل الأميركيين واليابانيين يتملكه الحزن"، كما تحاشى كيري نفسه الجواب عن السؤال في لقاء صحافي سبق الزيارة.